اخر الاخبار
- 20 أغسطس - 5 مساءً
شبكة السيارات الصينية : في خطوة استراتيجية بارزة قد تُعيد تشكيل خريطة صناعة السيارات الكهربائية في الصين، كشفت تقارير مالية في 20 أغسطس 2025 أن مجموعة FAW الصينية تستعد للاستحواذ على نحو 10% من أسهم شركة Leapmotor، لتصبح بذلك أحد المساهمين الاستراتيجيين الرئيسيين في الشركة.
الوصول السريع لاجزاء المقال
تعاون استراتيجي بين FAW وLeapmotor
هذا الاستثمار لم يأتِ من فراغ؛ ففي مارس 2025، وقعت FAW مذكرة تفاهم مع Leapmotor لتطوير سيارات ركاب كهربائية جديدة. وأكدت Leapmotor في أحدث إفصاحاتها المالية أن المشروع المشترك مع FAW قد دخل حيز التنفيذ بالفعل، حيث يجري تطوير أول طراز بالتعاون مع علامة هونشي (Hongqi) التابعة لـ FAW. ومن المقرر أن يُطرح الطراز عبر قنوات FAW العالمية خلال النصف الثاني من عام 2026، وهو ما يمنح Leapmotor منفذًا أقوى نحو الأسواق الخارجية.
دوافع FAW نحو التحول الكهربائي
رغم امتلاك FAW لعلامات كبرى مثل هونشي وبيستون وعلامات أخرى وشراكات أجنبية أيضًا، إلا أن الشركة تعاني من بطء التحول نحو السيارات الجديدة للطاقة (NEV). ففي عام 2024 لم تتجاوز مبيعاتها من السيارات الكهربائية والهجينة 190 ألف وحدة فقط. وتواجه FAW ضغوطًا من الجهات الحكومية الصينية، خصوصًا من لجنة إدارة الأصول المملوكة للدولة (SASAC)، التي أكدت مرارًا على ضرورة فصل تقييم أداء وحدات السيارات الكهربائية عن معايير الربحية التقليدية، لإجبار الشركات المملوكة للدولة مثل FAW ودونغ فينغ وشانجان على تسريع التحول.
Leapmotor تحقق قفزة مالية وتُصبح ثاني شركة ناشئة مربحة
بعد سلسلة من التحديات، استطاعت Leapmotor تحقيق إنجاز مالي مهم. فبعد تسجيلها أول ربح فصلي في الربع الرابع من 2024، عادت الشركة لتسجل خسائر في الربع الأول من 2025.
حققت ليب موتور إيرادات بلغت 24.25 مليار يوان صيني (حوالي 12.6 مليار ريال سعودي) خلال النصف الأول من عام 2025، مسجلةً نموًا سنويًا بنسبة 174%.
كما ارتفع هامش الربح الإجمالي بمقدار 13 نقطة مئوية ليصل إلى 14.1%، وهو تحسن جوهري يعكس كفاءة التشغيل وتراجع تكاليف الإنتاج. الأهم من ذلك، سجلت الشركة للمرة الأولى في تاريخها صافي ربح نصف سنوي إيجابي بقيمة 0.3 مليار يوان صيني (حوالي 156 مليون ريال سعودي).
بهذا الأداء أصبحت Leapmotor ثاني شركة ناشئة في قطاع السيارات الكهربائية في الصين تحقق الربحية المستمرة بعد شركة Li Auto، لتثبت قدرتها على الصمود في سباق الأسعار المحتدم.
Leapmotor تتصدر مبيعات الشركات الناشئة
خلال النصف الأول من 2025، سجلت Leapmotor مبيعات تجاوزت 220 ألف سيارة، لتتفوق على منافسيها المباشرين:
- Li Auto: نحو 203 آلاف سيارة.
- Xpeng: حوالي 197 ألف سيارة.
كما سجلت Leapmotor في يوليو وحده مبيعات فاقت 50 ألف سيارة، لتصبح الشركة الوحيدة بين الشركات الناشئة التي تتخطى هذا الرقم في شهر واحد.
استراتيجية “نصف سعر Li Auto”: بين السعر والابتكار
منذ العام الماضي ارتبط اسم Leapmotor بلقب “نصف سعر Li Auto” نظرًا لتقديمها سيارات بقدرات منافسة لكن بأسعار أقل. غير أن الخبراء يؤكدون أن نجاحها لا يعتمد على السعر فقط.
تسعير ذكي ومراجعة مستمرة للمنتجات
على سبيل المثال، كان طراز C11 مُخططًا أن يُباع بسعر يتجاوز 200 ألف يوان (100 ألف ريال سعودي)، مع نسخ تصل إلى 300-400 ألف يوان، لكن بعد مراجعات مكثفة مع العملاء خفضت Leapmotor السعر ليبدأ من 150 ألف يوان فقط، لتكسب حصة واسعة في معركة الأسعار دون التخلي عن جودة المكونات.
منصة موحدة وتكامل عمودي
تقوم استراتيجية Leapmotor على التصميم المعياري والمنصة الموحدة، حيث تتشارك 3 طرازات من سلسلة C نحو 88% من المكونات الأساسية، مثل C10 ذات الخمس مقاعد وC16 ذات الست مقاعد، واللتين يتم تصنيعهما على خط إنتاج واحد. هذا الدمج يمنح الشركة وفورات ضخمة في التكاليف.
كما تعتمد Leapmotor بشكل متزايد على التكامل الرأسي (Vertical Integration)، إذ تطور بنفسها البطاريات، أنظمة الدفع، وحدات التحكم الإلكترونية، والهندسة الكهربائية. وتجاوزت نسبة المكونات المطورة داخليًا 65%، مع خطط لزيادتها أكثر. حتى أن الشركة بدأت بتطوير AR-HUD (شاشة عرض الواقع المعزز على الزجاج الأمامي) ومكونات مثل الضواغط والمقاعد، والتي دخل بعضها بالفعل في مرحلة الإنتاج الكمي.
رؤية شبكة السيارات الصينية
إن دخول FAW كشريك استراتيجي في Leapmotor يُمثل نقطة تحول في مستقبل الطرفين:
- بالنسبة لـ FAW، هو تسريع قسري نحو التحول الكهربائي وإنقاذ حصتها في سوق NEV.
- بالنسبة لـ Leapmotor، هو فتح أبواب عالمية عبر قنوات FAW وتسريع المنافسة مع Li Auto وXpeng.
ومع هذا النمو السريع والقدرة على تقديم سيارات تجمع بين السعر التنافسي والتقنية المتقدمة، تبدو Leapmotor مرشحة لتكون لاعبًا رئيسيًا في موجة التغيير المقبلة، وربما تتحول من لقب “نصف سعر Li Auto” إلى منافس كامل الأهلية في السوق العالمي.
