شبكة السيارات الصينية: في خطوة تؤكد مكانتها كأكبر مصنع للسيارات الكهربائية والهجينة في الصين وأسرعها نموًا عالميًا، أعلنت مجموعة BYD عن تجاوز إنتاجها التراكمي حاجز 15 مليون مركبة طاقة جديدة (NEV)، في محطة بارزة تعكس التحول الضخم الذي صنعته الشركة خلال أقل من عقدين في قطاع السيارات الكهربائية.

ويأتي هذا الإنجاز بعد مرور 13 شهرًا فقط على احتفال الشركة بإنتاج مركبتها رقم 10 ملايين، ما يبرز الانفجار المتسارع في وتيرة الإنتاج والمبيعات لدى عملاق السيارات الصيني.

الـ15 مليون… سيارة Denza N8L تتصدر المشهد

المركبة رقم 15 مليون كانت من طراز Denza N8L، وهي سيارة SUV كبيرة الحجم بستة مقاعد من النوع الهجين القابل للشحن (PHEV)، موجهة للعائلات وتتميز بالسلامة العالية ومستوى الراحة والتجهيزات المتقدمة.

كما أعلنت BYD أن هذه السيارة هي أيضًا النسخة رقم 15,000 من طراز N8L تحديدًا، ما يعكس الطلب المتزايد على هذا الموديل ضمن الفئة الراقية للمجموعة.

تم إطلاق Denza N8L في 28 أكتوبر بسعر يبدأ من 299,800 يوان صيني، أي ما يعادل تقريبًا 42,570 دولارًا أو نحو 159,700 ريال سعودي.

من مصنع بطاريات إلى إمبراطورية سيارات كهربائية

تأسست BYD في فبراير 1995 كمتخصصة في صناعة البطاريات، قبل أن تتوسع إلى قطاع السيارات في عام 2003 بعد استحواذها على شركة “تشينغتشوان” في مدينة شيان.
وخلال أقل من عشرين عامًا، تحولت الشركة من مبتدئ صغير إلى أكبر منتج للمركبات الكهربائية والهجينة على مستوى العالم.

أنتجت الشركة أول مركبة طاقة جديدة في ديسمبر 2008، ثم قطعت سلسلة من الإنجازات المتتالية:

• الوصول إلى مليون مركبة في مايو 2021
• تجاوز 10 ملايين مركبة في نوفمبر 2024
• الوصول إلى 15 مليون مركبة في ديسمبر 2025

وتعد BYD أول شركة صينية على الإطلاق تحقق هذا الرقم في قطاع مركبات الطاقة الجديدة.

قفزة مبيعات قوية خلال 2025

من يناير إلى نوفمبر، حققت BYD مبيعات وصلت إلى 4,182,038 مركبة، بنسبة نمو بلغت 11.30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

هذا النمو جاء نتيجة توسع المجموعة عالميًا، وتنوع منتجاتها بين السيارات الكهربائية الخالصة (BEV) والهجينة القابلة للشحن (PHEV)، إلى جانب سياسات تصنيع ذكية خفضت التكاليف ورفعت القدرة الإنتاجية.

تحول استراتيجي… نهاية السيارات التقليدية

في مارس 2022، أوقفت BYD رسميًا إنتاج وبيع المركبات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية، لتصبح أول شركة سيارات كبرى تتخذ هذه الخطوة على مستوى العالم.
ومنذ ذلك التاريخ، يتركز إنتاج الشركة بالكامل على الفئات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن.

هذا التحول لعب دورًا أساسيًا في تسريع نمو مجموعة BYD وفتح الباب أمامها لتصدر مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا.

انتشار عالمي… والـ14 مليون من البرازيل

توسعت BYD خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت من خلال افتتاح مصانع إنتاج خارج الصين، أبرزها في البرازيل حيث خرجت منها المركبة رقم 14 مليون في أكتوبر.

كما تواصل المجموعة بناء منشآت تصنيع في أسواق مختلفة، في إطار خطة توسعية تهدف لرفع الإنتاج العالمي وتقليل الاعتماد على خطوط الإنتاج المحلية.

Denza Z9… نجمة milestone العاشر

قبل 13 شهرًا فقط، وفي نوفمبر 2024، احتفلت BYD بإنتاج المركبة رقم 10 ملايين، وكانت من طراز Denza Z9، وهي السيدان الفاخرة التابعة لعلامة Denza.

وبوصول الشركة اليوم إلى 15 مليون مركبة، يتضح حجم النمو المتسارع والطلب العالمي الكبير على منتجاتها.

كيف وصلت BYD إلى هنا؟ تحليل لأسباب القفزة التاريخية

1. استثمارات ضخمة في البحث والتطوير

مع وجود نحو 110 ألف موظف في قسم R&D ضمن فريق يتجاوز 900 ألف شخص، تمتلك BYD واحدة من أقوى منظومات التطوير التقني في الصناعة.

2. سلاسل توريد متكاملة

بدلاً من الاعتماد على الموردين الخارجيين، طورت الشركة بطارياتها، محركاتها الكهربائية، أنظمة الإدارة الذكية، ومنصاتها الهندسية داخليًا.

3. تنوع منتجات يناسب كل شرائح السوق

من سيارات المدينة، إلى السيدانات الفاخرة، إلى الـSUV العائلية الكبيرة.

4. استراتيجية هجومية في التصنيع عالميًا

استثمارات في البرازيل، تايلاند، المجر، وإفريقيا لتغطية نمو الطلب وتقليل قيود النقل.

5. التوقف المبكر عن المحركات التقليدية

خطوة جريئة عززت صورتها كقائد عالمي للتحول الكهربائي.

محطات BYD الإنتاجية منذ دخول عالم الطاقة الجديدة

رؤية شبكة السيارات الصينية

الوصول إلى 15 مليون مركبة طاقة جديدة ليس مجرد رقم إضافي في تاريخ BYD، بل يمثل إعلانًا واضحًا عن تحول جذري في مستقبل صناعة السيارات عالميًا. الخطوات المتسارعة التي تقودها BYD تعكس قوة الصناعة الصينية وقدرتها على إعادة تشكيل مشهد التنقل الكهربائي بالكامل.

وبالنظر إلى التوسع الهائل للمجموعة، وتنوع منتجاتها، واستثماراتها العالمية، يبدو أن الأرقام الأكبر قادمة خلال فترة قصيرة جدًا، مما سيجعل BYD لاعبًا لا يمكن تجاوزه في أي نقاش يتعلق بمستقبل السيارات الكهربائية على مستوى العالم.