- 28 ديسمبر - 7 مساءً
شبكة السيارات الصينية: تشهد صناعة السيارات في الصين مرحلة اقتصادية حساسة، حيث تستمر الصناعة في تسجيل نمو قوي في الإنتاج والمبيعات، لكنها تعاني في المقابل من ضغط واضح على هوامش الربح. ووفقًا للبيانات الصادرة عن تسوي دونغشو، الأمين العام لاتحاد سيارات الركاب الصيني، بلغ هامش ربح صناعة السيارات خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2025 نحو 4.4% فقط، وهو ثاني أدنى مستوى في تاريخ الصناعة، أعلى بنسبة طفيفة من أدنى مستوى تاريخي بلغ 4.3% في عام 2024.
ورغم أن متوسط الإيرادات لكل مركبة في سلسلة الصناعة يصل تقريبًا إلى 1,152,600 ريال سعودي (322,000 يوان صيني)، فإن متوسط الربح الإجمالي لكل مركبة لا يتجاوز 7,500 ريال سعودي تقريبًا (14,000 يوان صيني)، وهو رقم يعكس حجم التحديات التي تواجهها الصناعة فيما يتعلق بالتكاليف والمنافسة.
هذه المعطيات ترسم صورة واضحة: نمو في المبيعات والإنتاج، مقابل ضغط قوي ومستمر على الأرباح.




الوصول السريع لاجزاء المقال
تطور هامش ربح صناعة السيارات من 2017 إلى 2025
البيانات التاريخية توضح مسارًا هبوطيًا مستمرًا في هامش الربحية على مدى السنوات الماضية:
- 2017: 7.8%
- 2018: 7.3%
- 2019: 6.3%
- 2020: 6.2%
- 2021: 6.1%
- 2022: 5.7%
- 2023: 5.0%
- 2024: 4.3%
- 2025 حتى نوفمبر: 4.4%
أما على مستوى عام 2025 بشكل شهري فقد سجلت الصناعة تذبذبًا ملحوظًا:
- يناير – فبراير: 4.2%
- مارس: 3.5%
- أبريل: 4.4%
- مايو: 5.2%
- يونيو: 6.9%
- يوليو: 3.5%
- أغسطس: 3.4%
- سبتمبر: 4.4%
- أكتوبر: 3.9%
- نوفمبر: 4.4%
رغم بعض فترات التحسن، إلا أن الصورة العامة تثبت استمرار الضغط على الهوامش.
إيرادات تتجاوز 10 تريليون يوان… لكن التكاليف تنمو أسرع
خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2025، سجلت صناعة السيارات في الصين النتائج التالية:
إجمالي الإيرادات: نحو 10 تريليونات يوان صيني
ما يعادل تقريبًا 3,580 مليار ريال سعودي
نمو الإيرادات السنوي: 8.1%
إجمالي التكاليف: 8.84 تريليون يوان صيني
ما يعادل تقريبًا 3,167 مليار ريال سعودي
نمو التكاليف: 9%
إجمالي الأرباح: 440.3 مليار يوان
ما يعادل نحو 157.7 مليار ريال سعودي
نمو الأرباح السنوي: 7.5%
النتيجة واضحة: التكاليف تنمو بوتيرة أسرع من الإيرادات، وهو ما يضغط مباشرة على هامش الربح النهائي.
أسباب الضغط على الأرباح رغم قوة المبيعات
أولًا: ارتفاع التكاليف التشغيلية والتقنية
القطاع يواجه مجموعة من الضغوط تشمل:
ارتفاع تكاليف المواد الخام، وخاصة المواد المتعلقة بإنتاج البطاريات
ارتفاع تكاليف العمالة
التوسع في شبكات التوزيع والخدمات
استثمارات كبيرة في تطوير السيارات الكهربائية والأنظمة الذكية
ومع نمو التكاليف بنسبة 9% مقابل نمو الإيرادات بنسبة 8.1%، يصبح الضغط على الأرباح أمرًا حتميًا.
ثانيًا: منافسة شرسة وحروب أسعار ممتدة
السوق الصيني يعيش حالة تنافس غير مسبوقة بين السيارات الكهربائية والسيارات العاملة بالبنزين. هذا التنافس أدى إلى:
خفض كبير في الأسعار
بيع عدد كبير من الطرازات بهوامش ضعيفة أو بخسارة
ضغط مالي كبير على الشركات والموزعين
تقارير محلية أشارت إلى أن أكثر من نصف الوكلاء يعانون خسائر فعلية، وأن أكثر من 70% من الطرازات تُباع بخسارة أو بهوامش محدودة جدًا.
مثال واضح: جريت وول موتور بين نمو الإيرادات وتراجع الأرباح
تقدم النتائج المالية لشركة جريت وول موتور مثالًا واقعيًا على هذا الوضع. فقد ارتفعت إيرادات الشركة بنحو 8% خلال أول ثلاثة أرباع عام 2025، بينما تراجع صافي الربح بنحو 17%.
السبب يعود إلى:
زيادة الإنفاق على شبكة التوزيع
الاستثمار في القنوات البيعية
المنافسة السعرية الشديدة
ارتفاع تكاليف التشغيل
بمعنى آخر: المبيعات تنمو، لكن الأرباح لا تنمو معها بالوتيرة نفسها.








أداء نوفمبر 2025… تحسن نسبي لكن الاتجاه العام لا يزال تحت الضغط
في شهر نوفمبر 2025 وحده، سجلت الصناعة:
إيرادات: 1,144.5 مليار يوان
ما يعادل تقريبًا 410.1 مليار ريال سعودي
نمو سنوي في الإيرادات: 9.7%
تكاليف: 1,016.2 مليار يوان
ما يعادل نحو 364.2 مليار ريال سعودي
نمو سنوي للتكاليف: 11.4%
أرباح: 50.8 مليار يوان
ما يعادل حوالي 18.2 مليار ريال سعودي
نمو سنوي في الأرباح: 39.2%
وسجل هامش ربح شهري بلغ 4.4%، وهو أفضل من شهر أكتوبر، وأعلى من نوفمبر 2024، لكنه لا يغيّر الواقع العام المتمثل في ضغط ربحية مستمر.
إنتاج قياسي ونمو قوي للسيارات الكهربائية
من يناير إلى نوفمبر 2025:
إجمالي الإنتاج: 31.09 مليون سيارة
بنمو سنوي 11%
إنتاج سيارات الطاقة الجديدة (كهربائية وهجينة): 14.53 مليون سيارة
بنمو سنوي 27%
ونسبة اختراق بلغت 47% من إجمالي الإنتاج
إنتاج السيارات العاملة بالبنزين: 16.57 مليون سيارة
بدون نمو يذكر
هذه الأرقام توضح تحولًا هيكليًا حقيقيًا في السوق، حيث تقود السيارات الكهربائية والهجينة النمو الفعلي للصناعة.
رؤية شبكة السيارات الصينية
المشهد الحالي لصناعة السيارات الصينية يمكن تلخيصه في معادلة واضحة:
نمو كبير في الإنتاج
زيادة قوية في المبيعات
استثمارات ضخمة في التطوير والبطاريات والمنصات الذكية
مقابل هوامش ربح صغيرة لا تتناسب مع حجم السوق
الشركات الصينية اليوم أمام تحدي تحقيق توازن بين الابتكار والنمو من جهة، والاستدامة المالية من جهة أخرى.
خلال المرحلة القادمة، من المتوقع أن تتجه الصناعة نحو:
خفض التكاليف عبر الاعتماد على منصات موحدة
تطوير بطاريات أكثر كفاءة وأقل تكلفة
تعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في خفض التكلفة التشغيلية
التوسع في الأسواق الخارجية ذات الهوامش الأعلى
ومع استمرار المنافسة وحروب الأسعار، يبقى السؤال الأهم: متى تعود صناعة السيارات في الصين إلى هوامش ربح أكثر صحة واستقرارًا؟
شبكة السيارات الصينية ستواصل متابعة تطورات السوق وتحليل أداء الشركات الصينية الكبرى، مع تقديم قراءة مهنية دقيقة لأي تغييرات قادمة على مستوى الربحية أو الهيكلة الاقتصادية للصناعة.
