مع بداية ستينيات القرن العشرين ولد “لي شوفو” مؤسس شركة جيلي أكبر صانعة سيارات غير حكومية في الصين، والتي حققت نجاحاً مدهشاً على مدار السنوات الأخيرة بفضل الإدارة الذكية والطموحة لمؤسسها؛ والذي بدأ حياته كابن لمزارع بسيط ومن ثم مصورًا للسياح، ليمر قطار الحياة ويصبح بعمر الرابعة والخمسين، إنه الملياردير لي شوفو، واليوم سنعرض لكم أهم المحطات في حياته.

بداية حياته.. وتصميمه أول نموذج مصغر سيارة “لعبة”

, شبكة السيارات الصينية

لي شوفو استهل حياته كابن مزارع في مقاطعة تشيجيانغ الصينية، ولد في عام 1963، وترعرع في بلدة ريفية، حيث كان من الترف امتلاك سيارة أو الذهاب في رحلة جوية. ولكن في سنواته الأولى بدأ يظهر حبه وشغفه للسيارات حيث صمم أول نموذج مصغر له “لعبة”؛ حيث استلهم تصميمه من سيارات العلم الأحمر التي كان يشاهدها عند المطار العسكري القريب من بلدته. وإضافة لهذا الشغف الكبير وحبه للسيارات كانت له العديد من الهوايات منها عُرف بحبه وممارسته للشعر والموسيقى.

دراسته للهندسة الميكانيكية

, شبكة السيارات الصينية

حصل “شوفو” على شهادة البكالوريوس في الهندسة الإدارية من جامعة هاربين للعلوم والتكنولوجيا، ثم نال درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة يانشان في وقت لاحق، ليضع قدمه على الطريق الصحيح نحو بلوغ مبتغاه. وفور تخرجه في الجامعة عام 1982، اشترى كاميرا “سي جَال” وهي واحدة من العلامات التجارية التي كانت تحظى بشعبية كبيرة في الصين آنذاك، مستعينًا بوالده الذي منحه 16 دولارًا لبدء مشواره المهني الخاص. وبدأ “شوفو” عمله الأول كمصور للسياح في المواقع ذات المناظر الخلابة والمعالم الشهيرة، واستطاع من خلال هذه المهنة ادخار ما يكفي لافتتاح متجره الخاص للتصوير، وهو النشاط التجاري الذي أكسبه أول مليون يوان خلال مسيرته المهنية في عالم الأعمال والتجارة.

فشل في استخلاص الذهب والفضة وبدأ في مشروع تصنيع الثلاجات

, شبكة السيارات الصينية

مع مرور الوقت بدأ “شوفو” في عمل أخر وهو محاولة استخلاص الذهب والفضة من الإلكترونيات المستعملة، لكنه لم يتحمل المنافسة. ومن ثم قرر تصنيع مكونات الثلاجات، واستطاع بدء نشاطه الخاص في هذا المجال الذي وصلت قيمته عند مرحلة ما إلى نحو 500 مليون يوان، ثم بدأ تصنيع ثلاجات. وبدأ في ذلك الوقت تأسيس شركة “جيلي”، والتي تعني في اللغة الصينية “محظوظ” (بتمويل عائلي)، وركزت في البداية على إنتاج الثلاجات، وقدمت بعد ذلك سلسلة من المنتجات الرخيصة للسوق المحلي.

بدايته الفعلية في عالم السيارات

, شبكة السيارات الصينية

خلال ثمانينات القرن الماضي قرر “لي شوفو” الانتقال لصناعة السيارات؛ ولكن الحكومة الصينية وقفت ضده لاعتراضها آنذاك على وجود أي شركة خاصة في مجال السيارات ولكن عقب عدة أعوام، عرض شوفو صفقة مغرية على شركة شاحنات حكومية صغيرة للسجون، والتي أفلست وكادت تغلق أبوابها تماماً، ولكن شوفو قرر إنقاذها واستثمار 26 مليون يوان فيها مقابل حصوله على حصة بنسبة 70%، ما دفع الحكومة لإعطائه التصريح الذي لطالما سعى إليه، وهكذا بدأ مشوار جيلي، والذي يعني اسمها “الحظ” في اللغة الصينية.

بين شغف مرسيدس والطموح الواقعي

كان لي شوفو عاشقاً لسيارات مرسيدس، لدرجة قيامه بأخذ سيارة مرسيدس وتفكيكها ثم إضافة منصة ومحرك وناقل حركة من Hongqi ، لتصبح هذه أول سيارة يقوم مؤسس جيلي بتصنيعها بنفسه أو بالأحرى تجميعها، والتفاخر بها في شوارع تشيجيانغ، ورغم حلم شوفو بالتركيز على صنع وتطوير سيارات فاخرة مماثلة للعلامات الألمانية، إلا أن الواقع الفقير في الصين وجنوب شرق آسيا آنذاك أجبره على تحويل اهتمامه إلى السيارات الرخيصة التي بإمكان أي أسرة متواضعة شراؤها.

البداية الحقيقية لجيلي كانت سيارة مقلدة لدايهاتسو شاريد

كانت البداية الحقيقية لأول سيارة جيلي مقلدة من سيارة دايهاتسو شاريد، والتي تم الترويج لها في الصين بالاسم التجاري تيانجين تشيالي، بنجاح مبهر آنذاك لكونها عملية ومناسبة في السعر للسوق الصيني.

عام 2008 .. وبداية التوسع العالمي

, شبكة السيارات الصينية

في عام 2008، بدأت جيلي محادثات مبدئية مع فورد لشراء شركة سيارات فولفو السويدية المملوكة للصانعة الأمريكية آنذاك، حيث رغبت جيلي في استغلال الأزمة الطاحنة التي مرت بها فورد أثناء الأزمة المالية العالمية، لتنتهي الصفقة بنجاح بقيمة 1.8 مليار دولار في 2010 ويصبح لي شوفو الرئيس غير المتوقع لفولفو وليدشن مرحلة تغيير عميقة للصانعة السويدية، حيث قفزت مبيعاتها السنوية بحوالي ربع مليون سيارة إضافية تحت الإدارة الناجحة والدعم المالي لجيلي.

ولم تكتف جيلي بهذا، حيث استحوذت على شركة تاكسي لندن، ثم شرائها لحصة 49% من بروتون، شركة السيارات الأكبر في ماليزيا، كجزء من خطتها للتوسع في السوق الآسيوي، وقد صاحبت هذه الصفقة الاستحواذ على لوتس البريطانية، والتي تتخصص في سيارات الأداء الفاخرة.. وفي عام 2017، اشترت جيلي شركة تيرافوجيا الأمريكية، والتي تركز على تحقيق حلم السيارات الطائرة – ما يوضح التفكير المستقبلي الواضح لجيلي ورئيسها لي شوفو.

شراء جيلي لحصة من مرسيدس

, شبكة السيارات الصينية

وفي وقت سابق اشترت جيلي حصة من مرسيدس بحوالي 3% ضمن خططها لتصبح المساهمة الأكبر في الشركة الألمانية، رغبةً منها في الاستفادة من تقنياتها في السيارات الكهربائية وإنشاء شراكة محتملة بين الاثنين في الصين، والتي تعتبر من أهم الأسواق العالمية للموديلات الكهربائية لوجود تشجيع حكومي قوي عليها لخفض نسب التلوث المرتفعة في البلاد.

تأسيس العلامة الفرعية لينك آند كو

, شبكة السيارات الصينية

في عام 2016، أسست جيلي علامة السيارات الفرعية لينك آند كو بالتعاون مع فولفو، والتي تستهدف الشركة الصينية من خلالها طرح موديلات مزودة بأحدث التقنيات المتوفرة في الأسواق، كما تأمل من خلالها اقتحام السوق الأمريكية خاصة مع الإعلان عن موديل 01 كروس أوفر، والذي يرتكز على منصة CMA المشتركة مع فولفو.

اخر الاخبار