- 06 يونيو - 3 مساءً
شبكة السيارات الصينية: مع تسارع تطور تقنيات القيادة الذكية، بدأت السيارات تتحول من مجرد وسيلة تنقل إلى منصات رقمية متقدمة تعزز تجربة السائق وتزيد من مستويات الأمان والراحة. ومن بين أبرز هذه التقنيات الحديثة، تبرز تقنية الواقع المعزز (AR) كأداة ثورية تعيد تعريف العلاقة بين السائق والطريق. فبدلاً من الاكتفاء بالشاشات التقليدية أو العدادات الكلاسيكية، تتيح تقنية AR إسقاط المعلومات الحيوية مباشرة على الزجاج الأمامي أو في مجال رؤية السائق، لتمنحه تصورًا فوريًا ومحسّنًا للطريق، والإشعارات، وحتى المخاطر المحتملة.
في هذا المقال، نستكشف كيف تُستخدم تقنية الواقع المعزز داخل السيارات، وأين تكمن فوائدها، ومدى مساهمتها في تعزيز سلامة القيادة.
الوصول السريع لاجزاء المقال
ما هي تقنية الواقع المعزز (AR)؟


الواقع المعزز (Augmented Reality) هو تقنية رقمية تقوم بدمج العناصر الافتراضية — مثل الصور، النصوص، أو الرسوم التوضيحية — مع البيئة الحقيقية المحيطة بالمستخدم، وتُعرض هذه المعلومات بشكل لحظي ومباشر عبر شاشات أو نظارات أو واجهات عرض شفافة.
في عالم السيارات، تعني تقنية AR أن السائق يمكنه رؤية معلومات رقمية مثل السرعة، إشارات الملاحة، تحذيرات السلامة، أو حتى مخاطر الطريق تظهر مباشرة أمامه على الزجاج الأمامي أو عبر شاشة مدمجة، دون الحاجة إلى تحويل نظره عن الطريق.
الفرق بين الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)
الفارق الجوهري بين الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) هو أن الأول يضيف طبقة معلومات على الواقع الحقيقي، بينما الثاني ينقلك كليًا إلى بيئة رقمية منعزلة. ولهذا السبب، يعتبر الواقع المعزز هو الأنسب لتطبيقات القيادة، حيث يهدف إلى تعزيز وعي السائق بمحيطه بدلًا من تشتيته.
استخداماته في السيارات



لم تعد تقنية الواقع المعزز مجرد ميزة فاخرة، بل أصبحت أداة فعالة تُستخدم لتحسين تجربة القيادة وتعزيز السلامة على الطريق. وفيما يلي أبرز استخداماتها في السيارات الحديثة:
عرض المعلومات على الزجاج الأمامي (AR HUD): أحد أشهر تطبيقات AR، حيث تُعرض بيانات مهمة مثل السرعة، إشارات الملاحة، حالة الطريق، وتحذيرات التصادم مباشرة على الزجاج الأمامي. هذا يُبقي عيني السائق مركّزتين على الطريق دون الحاجة للنظر إلى لوحة العدادات.
المساعدة في الملاحة والتنقل: تعتمد أنظمة الملاحة المعززة على الواقع من خلال إسقاط أسهم أو خطوط إرشادية ثلاثية الأبعاد على الطريق الحقيقي، لتوضح بشكل دقيق أين يجب الانعطاف أو الاتجاه، خاصة في المناطق المعقدة مثل التقاطعات أو الدوارات.
كشف المخاطر في الزمن الحقيقي: يمكن لتقنية AR تنبيه السائق لوجود مشاة، دراجات، سيارات في النقاط العمياء، أو مركبات قادمة من الجوانب عبر علامات بصرية واضحة تظهر أمامه مباشرة.
مساعدة الركن (Parking Assist AR): تُستخدم الكاميرات المحيطية إلى جانب الواقع المعزز لتحديد المسارات المثالية للركن، مع إظهار خطوط توجيه تفاعلية ومواقع العوائق في الوقت الفعلي.
دعم القيادة الذاتية: في السيارات ذاتية القيادة، يمكن استخدام AR لعرض حالة النظام، المسارات التي تنوي السيارة اتباعها، أو التحذيرات، مما يزيد من ثقة الركاب أثناء التنقل.
كيف تساعد تقنية AR في تحسين السلامة أثناء القيادة؟



تُعد السلامة أحد أبرز المجالات التي تسهم فيها تقنية الواقع المعزز (AR) بشكل مباشر، فهي لا تُستخدم فقط لإضافة الرفاهية أو التفاعل البصري، بل تهدف بالدرجة الأولى إلى تقليل الحوادث وتمكين السائق من اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة. إليك كيف تُحقق ذلك:
تقليل التشتت البصري: بدلًا من النظر إلى شاشة الملاحة أو لوحة العدادات، تسمح AR بعرض المعلومات الأساسية مثل السرعة، إشارات الطريق، أو أوامر التنقل مباشرة على الزجاج الأمامي، مما يُبقي تركيز السائق في اتجاه واحد.
تحذير فوري من المخاطر: تُعرض إشعارات مرئية عند وجود مشاة، مركبات تقترب بسرعة، أو عند مغادرة المسار دون استخدام الإشارات. هذا يُمنح السائق وقتًا إضافيًا للرد، ويقلل من فرص الاصطدام.
تعزيز الرؤية في الظروف الصعبة: في حالات الضباب، المطر الغزير، أو القيادة الليلية، تُساعد عناصر الواقع المعزز في إبراز ملامح الطريق وإظهار الحارات والعوائق بوضوح أكبر.
مساعدة على الالتزام بالمسار: تُستخدم AR لإظهار حدود المسار الافتراضي أثناء القيادة، ما يمنع الانحراف غير المقصود، خاصة على الطرق السريعة.
الاستجابة السريعة في الحالات الطارئة: من خلال دمجها مع أنظمة الاستشعار، تنبه AR السائق فورًا لأي تغييرات مفاجئة في محيط المركبة، مثل توقف مفاجئ للسيارة الأمامية أو اقتراب خطر من الجانب.
تمثل تقنية الواقع المعزز (AR) خطوة كبيرة نحو جعل القيادة أكثر أمانًا وذكاءً وراحة. فهي لا تُضيف فقط لمسة تكنولوجية متقدمة على تجربة السائق، بل تُسهم فعليًا في تقليل الحوادث، وزيادة التركيز، وتحسين التفاعل مع السيارة والطريق.
مع تطور أنظمة الملاحة والاستشعار، وتزايد دمج AR مع الذكاء الاصطناعي، يبدو أننا أمام تحول جذري في طريقة تفاعل الإنسان مع السيارة. فربما لن نحتاج في المستقبل إلى شاشات تقليدية أو تعليمات صوتية، بل سنقود ونحن نرى كل ما نحتاج إليه أمامنا مباشرة بوضوح، وسرعة، وذكاء.
يمكنكم التعرف على المزيد من الشروحات والنصائح من خلال التالي.
يمكنكم التعرف على المزيد من عوامل الأمن والسلامة من خلال C-NCAP.