- 11 أكتوبر - 4 مساءً
شبكة السيارات الصينية: في إنجاز يُعدّ الأضخم منذ دخولها السوق الأوروبية، سجلت شركة BYD الصينية للسيارات الكهربائية قفزة هائلة في مبيعاتها داخل ألمانيا خلال شهر سبتمبر 2025، بزيادة بلغت 2,225% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، ما يؤكد تسارع حضور العلامة الصينية في الأسواق الأوروبية المتقدمة، وعلى رأسها السوق الألماني الذي يُعدّ الأكبر في الاتحاد الأوروبي.










الوصول السريع لاجزاء المقال
ارتفاع قياسي في المبيعات: 3,255 سيارة خلال شهر واحد
وفقًا لبيانات هيئة النقل الفيدرالية الألمانية (KBA)، بلغت مبيعات BYD في ألمانيا خلال شهر سبتمبر وحده 3,255 سيارة، بارتفاع مذهل قدره 2,225% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024.
أما في الربع الثالث من عام 2025 (يوليو إلى سبتمبر)، فقد سجلت الشركة مبيعات إجمالية بلغت 5,495 سيارة، ما يمثل زيادة سنوية قدرها 835% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وبذلك تصل مبيعات BYD في ألمانيا خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 إلى 11,818 سيارة، أي بزيادة قدرها 560% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، وهو نمو استثنائي في سوق يشهد منافسة شرسة وتحديات تنظيمية عالية.
يُذكر أن BYD دخلت السوق الألماني رسميًا في أكتوبر 2022، بعد أشهر قليلة من إعلانها التوقف عن إنتاج السيارات المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية في مارس 2022.
تباين الأداء بين العلامات الصينية المنافسة في ألمانيا
النجاح الكبير لـ BYD لم ينعكس بالضرورة على بقية الشركات الصينية العاملة في ألمانيا، إذ تواجه بعض العلامات تحديات كبيرة في اختراق السوق.
فعلى سبيل المثال، سجلت شركة NIO مبيعات لا تتجاوز 20 سيارة فقط في سبتمبر، بانخفاض سيارتين مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024.
أما مجموعة جريت وول موتور (GWM)، وعلامتها الفرعية ORA، فبلغت مبيعاتها 69 سيارة فقط، متراجعة بنسبة 73.4% على أساس سنوي.
بينما تراجعت مبيعات Lotus إلى 13 سيارة فقط، بانخفاض حاد يبلغ 50% مقارنة بالعام الماضي.
في المقابل، تمكنت علامات صينية أخرى من تحقيق تقدم ملموس، مثل XPENG التي باعت 241 سيارة بارتفاع سنوي نسبته 630%، وLeapmotor التي سجلت 910 سيارة، رغم عدم وجود مقارنة سنوية لحداثة دخولها السوق الألمانية قبل أقل من عام.
ويُذكر أن XPENG تحظى بدعم مباشر من فولكس فاجن، في حين أن Leapmotor مدعومة من مجموعة Stellantis المالكة لعلامات كبرى مثل بيجو وجيب وفيات.
النجاح الأوروبي يعوّض تباطؤ المبيعات في الصين
رغم هذا التوسع الأوروبي اللافت، تشهد BYD تراجعًا نسبيًا في المبيعات داخل الصين، ما انعكس على أرقامها العالمية.
ففي شهر سبتمبر 2025، انخفضت مبيعات المجموعة العالمية من سيارات الركاب بنسبة 5.9% لتصل إلى 393,060 سيارة.
وبسبب ذلك، قررت الشركة خفض هدف مبيعاتها السنوي من 5.5 ملايين سيارة إلى 4.6 ملايين سيارة لتتماشى مع واقع السوق المحلي وتحديات المنافسة الداخلية.
إلا أن الأسواق الخارجية عوّضت جزءًا من هذا التراجع؛ إذ ارتفعت مبيعات BYD خارج الصين بنسبة 115.8% خلال سبتمبر، لتصل إلى 71,256 سيارة.
وبين يناير وسبتمبر 2025، باعت الشركة 701,579 وحدة في الأسواق الخارجية، بزيادة تقترب من 123% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
وبذلك تقترب الشركة بسرعة من هدفها السنوي المتمثل في بيع مليون سيارة خارج الصين خلال عام 2025.

ترتيب مبيعات العلامات الصينية في ألمانيا – سبتمبر 2025
يُظهر الجدول التالي ترتيب أفضل 10 علامات صينية من حيث عدد التسجيلات الجديدة للسيارات الكهربائية في ألمانيا خلال شهر سبتمبر 2025، وفقًا لبيانات KBA:

الترتيب | العلامة الصينية | عدد السيارات المسجلة | نسبة التغير السنوي | الملاحظات |
---|---|---|---|---|
1 | BYD | 3,255 | +2,225% | نمو قياسي وتصدّر مطلق للسوق الصيني في ألمانيا |
2 | MG Motor | 2,615 | — | ثاني أكبر حضور صيني بعد BYD |
3 | Leapmotor | 910 | — | دخول قوي رغم حداثة العلامة في السوق الألماني |
4 | Smart (مملوكة جزئيًا من Geely) | 450 | — | أداء ثابت في السوق الألماني |
5 | Polestar | 348 | — | أداء مستقر ضمن الفئة المتوسطة |
6 | XPENG | 241 | +630% | مدعومة من فولكس فاجن – توسع ملحوظ |
7 | Great Wall Motor / ORA | 69 | –73.4% | تراجع واضح مقارنة بالعام الماضي |
8 | Lynk & Co | 45 | — | مبيعات محدودة في السوق الألماني |
9 | NIO | 20 | –9% | استمرار ضعف الأداء في ألمانيا |
10 | Lotus | 13 | –50% | مبيعات منخفضة جدًا |
11 | Maxus | 2 | — | تمثيل رمزي في السوق |
استراتيجية تصدير طموحة واستثمارات عالمية واسعة
تزامن هذا النجاح مع توسع BYD الكبير في منظومة التصدير والإنتاج العالمي.
ففي الأسبوع الأخير من سبتمبر، أعلنت الشركة عن اكتمال أسطولها البحري الضخم المخصّص لتصدير السيارات، والمكوّن من ثماني ناقلات سيارات عملاقة بسعة نقل إجمالية تبلغ مليون سيارة سنويًا.
ودخلت آخر سفينة من هذا الأسطول الخدمة مؤخرًا، وحملت اسم BYD Jinan، في خطوة تؤكد نية الشركة السيطرة على سلاسل النقل العالمية لمركباتها.
ولا يقتصر التوسع على التصدير فحسب؛ فقد بدأت BYD في الأول من يوليو 2025 تشغيل مصنعها الجديد في البرازيل، حيث خرجت أول سيارة Seagull من خط الإنتاج المحلي.
كما تبني الشركة مصنعًا جديدًا في باكستان من المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2026، بينما بدأ الإنتاج فعليًا في أوزبكستان منذ يونيو 2024.
وتعتمد هذه المصانع على نظام Knock-Down (KD)، أي استيراد السيارات على شكل أجزاء يتم تجميعها محليًا، مع التزام BYD بتحقيق مستويات عالية من التوطين الصناعي في كل سوق تعمل فيه.
خطط أوروبية واعدة رغم تأجيل مصنع المجر
أما على الصعيد الأوروبي، فقد انتهت BYD من بناء مصنعها الأول في مدينة سيجد المجرية (Szeged)، إلا أن بدء الإنتاج التسلسلي تم تأجيله إلى عام 2026، حيث تعمل الشركة على تهيئة سلاسل الإمداد والتوريد الأوروبية لضمان أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية قبل إطلاق الإنتاج التجاري الكامل.
ورغم هذا التأجيل، تؤكد BYD أن وجود مصنعها الأوروبي سيمثل ركيزة أساسية لتوسّعها داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة في الأسواق التي تزداد فيها المنافسة مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا.
رؤية شبكة السيارات الصينية
تعكس نتائج BYD في ألمانيا خلال سبتمبر 2025 مدى التحول الكبير في موازين سوق السيارات الأوروبية.
فبينما تتراجع بعض العلامات الغربية في الأداء، تواصل الشركات الصينية وعلى رأسها BYD تعزيز موقعها العالمي من خلال الجمع بين التقنيات المتقدمة، وسلاسل الإنتاج الذكية، واستراتيجيات التصدير الفعّالة.
القفزة البالغة 2,225% في السوق الألماني ليست مجرد رقم استثنائي، بل تمثّل إعلانًا واضحًا بأن السيارات الصينية لم تعد مجرد منافس طارئ، بل أصبحت قوة عالمية تفرض واقعًا جديدًا في صناعة السيارات الكهربائية.
وإذا استمرت BYD بهذا الزخم في الأسواق الخارجية مع اقترابها من بيع مليون سيارة خارج الصين في عام واحد، فإنها تمضي بثبات لتكون العلامة الأكثر نفوذًا في صناعة السيارات الكهربائية عالميًا خلال السنوات القادمة.