اخر الاخبار
- 27 أكتوبر - 4 مساءً
شبكة السيارات الصينية: من ساحة المعركة العالمية للسيارات الكهربائية، تبرز جبهة جديدة للمنافسة تقودها السيارات الصينية في قطاع القيادة الوعرة (Off-Road). شهدت مدينة دبي مؤخراً الإطلاق العالمي للاستراتيجية الجديدة لعلامة “212“، المتخصصة في مركبات الطرق الوعرة. ويأتي هذا الإطلاق ليؤكد طموح العلامة في فرض هيمنتها على الأسواق التي تشهد طلباً قوياً على سيارات الدفع الرباعي والمغامرات، بدءاً من الشرق الأوسط مروراً بأوروبا وأمريكا الجنوبية.
الوصول السريع لاجزاء المقال
نبذة عن الشركة والعلامة
تعود سيارة 212 T01 إلى علامة 212 المتخصصة في سيارات الدفع الرباعي الصلبة والطرق الوعرة، وهي علامة تجارية تابعة لشركة باو (BAW – Beijing Automobile Works)، إحدى أعرق شركات صناعة السيارات في الصين. تأسست BAW منذ عقود طويلة كجزء من مجموعة بكين للسيارات، وتشتهر بإنتاج المركبات العسكرية والسيارات القوية الموجهة للاستخدامات الصعبة. ومن خلال إطلاق علامة 212 بشكل مستقل، تسعى باو إلى إحياء إرث الطرازات الكلاسيكية مع دمج تقنيات حديثة وتصاميم تلبي احتياجات المستهلكين في فئة السيارات المخصصة للمغامرات والطرق القاسية.
- تعود أصول طراز 212 إلى عام 1965، حينما كشفت شركة باو (BAW – Beijing Automobile Works) عن أول سيارة BJ212، وهي مركبة دفع رباعي صُممت أساسًا للاستخدام العسكري في الصين.
- اشتهرت BJ212 بتصميمها البسيط والعملي، واعتمدت على بنية قوية جعلتها أيقونة في الجيش الصيني ووسيلة نقل موثوقة في المناطق الريفية والوعرة.
- خلال العقود اللاحقة، أصبحت 212 رمزًا للصلابة والتحمل، وجرى تحديثها عدة مرات مع الاحتفاظ بالروح الكلاسيكية للموديل الأصلي.
- في السنوات الأخيرة، أعادت BAW إحياء الاسم 212 كعلامة تجارية فرعية مستقلة، موجهة لإنتاج سيارات SUV صلبة الطابع (Hardcore SUV) مثل 212 T01، بلمسات تصميمية رجعية وتقنيات حديثة.
- هذا التحول جعل 212 تنتقل من مجرد طراز عسكري قديم إلى علامة تجارية متخصصة تسعى لمنافسة سيارات الطرق الوعرة العالمية، مع الحفاظ على إرثها التاريخي الممتد منذ أكثر من 50 عامًا.
الإطلاق الاستراتيجي: دبي نقطة انطلاق التوسع العالمي
اختيار دبي لإطلاق الاستراتيجية العالمية لم يكن صدفة، بل هو قرار استراتيجي لشركة 212 يؤكد تركيزها على أسواق الشرق الأوسط، حيث الطلب على مركبات الطرق الوعرة والمركبات متعددة الاستخدامات (SUV) هو الأعلى عالمياً.
الاستراتيجية المعلنة تشمل ما يلي:
- التغطية العالمية: كشفت الشركة أن شبكتها الخارجية تغطي بالفعل أكثر من 70 دولة ومنطقة حول العالم.
- الأسواق المستهدفة: التركيز المكثف سيكون على المناطق التي تشهد طلباً قوياً على سيارات الدفع الرباعي، وهي: الشرق الأوسط، أوروبا، أمريكا الجنوبية، جنوب شرق آسيا، آسيا الوسطى، وأفريقيا.
هندسة مزدوجة ومنتجات متنوعة: المنصات التقنية الجديدة
في قلب هذه الاستراتيجية يكمن التزام 212 ببناء مجموعة شاملة من المنتجات القائمة على أحدث التقنيات الهندسية، بما يضمن المنافسة القوية في فئتي محركات الاحتراق التقليدي ومركبات الطاقة الجديدة (الكهربائية).
أعلنت الشركة عن منصتين أساسيتين ستشكلان مستقبل منتجاتها:
| المنصة التقنية | نوع المنصة | الهدف الرئيسي والمنتجات |
| WY (وحدة الطرق الوعرة – Yueye) | منصة متخصصة للطرق الوعرة | تُستخدم لمركبات الدفع الرباعي القوية والمهام الصعبة، وهي جوهر هوية العلامة. |
| WB (وحدة التنوع – Multi-Scene) | منصة متعددة الاستخدامات | تُستخدم للمركبات القادرة على أداء مهام متعددة في سيناريوهات مختلفة، مثل البيك أب والـ SUV العائلية. |
الخطة التوسعية: من الصالون إلى البيك أب
بالاعتماد على المنصتين WY و WB، تخطط علامة 212 لإطلاق مجموعة واسعة من السيارات لمنافسة كبرى العلامات في فئة الـ SUV والبيك أب.
أبرز الملامح في خطة المنتج:
- طرازات جديدة: سيتم طرح نماذج تعمل بالوقود التقليدي وأخرى تعمل بالطاقة الجديدة (NEV).
- تنوع الهياكل: تشمل الخطة سيارات ثلاثية الأبواب (Three-door version)، وشاحنات البيك أب متعددة الاستخدامات (Multi-function Pickup)، ومركبات الـ SUV التقليدية، وسيارات القيادة الوعرة القوية (Hardcore Off-road).
ملاحظة هامة: كان طراز 212 T01 قد ظهر سابقاً في معرض ميونيخ الدولي للسيارات، مما يؤكد جدية العلامة في دخول الأسواق الأوروبية، حيث تخطط لإقامة مركز للبحث والتطوير ومصنع تجميع (KD Assembly Factory) في القارة الأوروبية.
طرازات متوفرة في السوق الصيني حاليًا
الجدير بالذكر أن علامة 212 قد طرحت طرازات متعددة من فئة 212 للطرق الوعرة منها طراز ديزل وطراز بنزين قبلها, وهذه بعض المواصفات الخاصة بها من حيث الأداء والتجهيزات :
طراز الديزل
بما يتناسب مع استراتيجية التوسع العالمي المعلنة، تم الكشف عن مواصفات طراز 212 T01 ديزل، الذي يمزج بين الصلابة الكلاسيكية والتقنيات العصرية. يحافظ التصميم على إرث العلامة المستمد من السيارات العسكرية، حيث يتميز بـ مصابيح دائرية منفصلة، صدامات ضخمة، وأقواس عجلات بارزة، بينما تدعم قدراتها الهندسية توجهها نحو المغامرات العالمية. يتم تشغيل الطراز بمحرك ديزل سعة 2.0 لتر تيربو يولد 170 حصاناً وعزماً يقارب 415 نيوتن·متر، متصل بناقل حركة أوتوماتيكي 8 سرعات، مع نظام دفع رباعي (Part-Time 4WD) وأقفال تفاضلية اختيارية.
أما في المقصورة، فيتم الجمع بذكاء بين الأزرار التقليدية العملية في الطرق الوعرة، وشاشة وسطية عائمة ضخمة 12.3 بوصة، مما يوفر تجربة قيادة عملية بلمسة تقنية. الأهم من ذلك، أن السيارة صممت بزوايا دخول وخروج استثنائية (40° و 36°) وتدعم عشرات نقاط التعديل المدمجة، مما يجعلها جاهزة للتخصيص الفوري حسب متطلبات المستهلكين في أسواق المغامرات العالمية.
طراز البنزين
لتعزيز قدرتها على المنافسة عالميًا، تم تصميم طراز T01 بمزيج فريد من الإرث العسكري والتقنيات العملية. تحافظ السيارة على مظهرها الكلاسيكي بأبعاد قوية (الطول 4705 ملم وقاعدة عجلات 2860 ملم)، لكن قوتها الحقيقية تكمن في قدراتها الميدانية التي تتحدى البيئات القاسية، حيث تتميز بـ زاوية اقتراب 40 درجة، وزاوية مغادرة 36 درجة، وقدرة خوض في الماء تصل إلى 850 ملم.
في الداخل، تتبنى المقصورة فلسفة التقشف الوظيفي المشابهة لسيارات مثل جيب رانجلر، لكن مع إضافة لمسات عصرية فاخرة مثل تبريد المقاعد الأمامية ونظام تدفئة عجلة القيادة. أما المحرك، فهو بنزين سعة 2.0 لتر تيربو بعزم أقصى يبلغ 410 نيوتن.متر، تم ضبطه خصيصاً لتوفير عزم منخفض مثالي للتسلق والسحب، مما يؤكد تركيزها على الأداء الوعر على حساب السرعة الرياضية.
الورقة الرابحة للعلامة هي التوافق التقني: حيث تعتمد 212 T01 على نفس أبعاد نظام التعليق في جيب رانجلر JL. هذه الخطوة الذكية لا توفر تكلفة التطوير فحسب، بل تتيح للمستخدمين إمكانية تركيب عدد كبير من قطع تعديل رانجلر مباشرة، مما يضع 212 T01 كخيار جذاب وموثوق لفئة محبي التعديل والـ Overlanding في أسواق الشرق الأوسط وأوروبا.
رؤية شبكة السيارات الصينية
في حين يركز العالم على اكتساح الشركات الصينية مثل BYD لقطاع السيارات الكهربائية الصالون، يمثل إطلاق العلامة “212” رسالة واضحة بأن التوسع الصيني لم يعد محصوراً بفئة واحدة.
التركيز على القيادة الوعرة و البيك أب تحديداً هو توجيه استراتيجي ذكي يستهدف نقاط ضعف المنافسين التقليديين في هذه الفئة (مثل تويوتا، فورد، وشيفروليه)، خاصة في أسواق الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث لا تزال سيطرة الكهرباء ضعيفة. اختيار دبي كنقطة انطلاق، والتغطية المعلنة لـ 70 دولة، والوعد بمنصات متخصصة، كلها عناصر تؤكد أن “212” تسعى للتحول من كونها مجرد لاعب محلي إلى منافس عالمي جديد يستغل تراجع المنافسين في تقديم طرازات دفع رباعي مبتكرة أو كهربائية بالكامل. التحدي الحقيقي للعلامة سيكون في بناء سمعة الجودة والمتانة والموثوقية، وهي المعايير التي يطلبها عملاء هذه الفئة الصعبة.
