- 24 مايو - 4 مساءً
شبكة السيارات الصينية : في خطوة استراتيجية كبيرة تحمل دلالات بعيدة المدى على مستقبل قطاع السيارات الصيني، أعلنت شركة شانجان للسيارات يوم 5 يونيو 2025 عن تغيير كبير في هيكل ملكيتها، حيث أكدت أن مجموعة China South Industries Group Corporation (CSGC)، الشركة الأم، قد تلقت إخطارًا من لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة التابعة لمجلس الدولة الصيني (SASAC) بشأن تنفيذ خطة فصل أعمال السيارات عن المجموعة.


الوصول السريع لاجزاء المقال
فصل قطاع السيارات وتحويله إلى مؤسسة مركزية مستقلة
وبحسب البيان الرسمي، فإن قطاع السيارات التابع لمجموعة CSGC سيتم فصله ليصبح كيانًا مستقلاً تابعًا مباشرةً للدولة عبر لجنة SASAC، والتي ستُمارس دور المساهم والمراقب لهذا الكيان الجديد. في الوقت ذاته، سيتم نقل ما تبقى من أسهم المجموعة الأم إلى مجموعة “الصناعات الحربية الصينية” كجزء من عملية إعادة الهيكلة الشاملة.
وبهذا التغيير، فإن الشركة القابضة غير المباشرة لشركة شانجان ستصبح الكيان الجديد المنفصل، في حين لن يتغير المُسيطر الفعلي على الشركة.






تعليق الاندماج مع دونغ فينغ
وفي اليوم ذاته، أصدرت شركة دونغ فينغ للسيارات إعلانًا أكدت فيه أن ما سبق الإعلان عنه في 9 فبراير 2025 بشأن خطط لإعادة الهيكلة مع جهات مركزية أخرى لن يشمل حاليًا أي دمج أو إعادة تنظيم لأصولها أو أعمالها. وأوضحت أن جميع أنشطتها الإنتاجية والتجارية ستستمر دون أي تأثير يُذكر.
ماذا تعني هذه الخطوة؟
مع هذا التحول الجديد، تُعد شانجان للسيارات قد ارتقت رسميًا إلى مصاف المؤسسات المركزية من الدرجة الأولى، لتصبح مساوية من حيث المستوى الإداري لكل من “FAW” و”دونغ فينغ”، وهو ما يمنحها قوة أكبر في التأثير واتخاذ القرار، ويُعزز من مكانتها داخل قطاع السيارات الوطني والدولي.





خلفية الإعلان الأول: فبراير 2025
في 9 فبراير 2025، أعلنت كل من شانجان ودونغ فينغ بشكل متزامن أن مساهميهما الكبار يدرسون إعادة هيكلة استراتيجية على مستوى المؤسسات المركزية. وقد أثار هذا الإعلان تكهنات واسعة في السوق باحتمال اندماج اثنين من أكبر مصنعي السيارات الحكوميين في الصين، لكن لم تُقدم أي تفاصيل لاحقًا حول التقدم في هذه الخطط، ما عزز من الغموض المحيط بها.
وفي أبريل 2025، وخلال اجتماع إعلان نتائج عام 2024، أشار “تشو هوا رونغ”، رئيس مجلس إدارة شانجان، إلى أن عملية إعادة الهيكلة “قد أُنجزت بشكل أساسي”، وأكد أن الهدف هو تأسيس مجموعة سيارات عالمية من الطراز الأول تمتلك تقنيات أساسية وتُقود التحول نحو التنقل الذكي والمستدام.
ورغم أن هذه التصريحات أثارت توقعات باستمرار خطة الاندماج مع دونغ فينغ، إلا أن إعلان 5 يونيو وضع حدًا مؤقتًا لتلك الفرضية.
أداء شانجان في 2024: نمو قوي ونجاحات لافتة
حققت شانجان للسيارات أداءً ممتازًا خلال عام 2024، حيث بلغت مبيعاتها الإجمالية 2.6838 مليون سيارة بنمو سنوي قدره 5.12%. وكان من أبرز النقاط:
- مبيعات العلامات الذاتية: 2.23 مليون سيارة
- مبيعات السيارات الكهربائية والطاقة الجديدة (NEV): 734,000 سيارة
- مبيعات الأسواق الخارجية: 536,000 سيارة
- نمو مبيعات NEV: بنسبة 52.8% مقارنة بـ2023
ومن الجدير بالذكر أن علامات الشركة الفرعية مثل أفاتر، ديبال، وتشيوان حققت نتائج بارزة في مجالات التقنية والمبيعات، مما يعزز مكانة المجموعة في قطاع التنقل الكهربائي الذكي.






الاستثمار في المستقبل: الذكاء الاصطناعي والتنقل الجوي
لم تكتفِ شانجان بالنمو السوقي فحسب، بل عززت توجهها نحو المستقبل عبر إعلان استراتيجية “Beidou Tianshu 2.0” في فبراير 2025، والتي تتضمن:
- التوقف عن تطوير أي طراز جديد غير ذكي اعتبارًا من 2025
- إطلاق 35 سيارة ذكية خلال 3 سنوات
- تحقيق القيادة الذاتية الكاملة من المستوى L3 في عام 2026، والمستوى L4 في 2028
- إنهاء اختبارات أول نموذج من السيارة الطائرة بنهاية 2025
- تطوير روبوت بشري متقدم بحلول عام 2028
ما الذي تعنيه هذه التغييرات على المدى الطويل؟
رفع تصنيف شانجان لتكون مؤسسة مركزية من الدرجة الأولى يُعزز من قوتها السياسية والتنظيمية داخل منظومة الاقتصاد الصيني، ويُقلل من التسلسل البيروقراطي الذي قد يؤخر اتخاذ القرارات. كما يُمكن للشركة الآن أن تتحرك بسرعة أكبر في مجالات الابتكار، تطوير التقنيات، ومواكبة تحولات السوق.
من جانب آخر، فإن تعليق الاندماج مع دونغ فينغ قد يُجنب كلا الطرفين صعوبات تنظيمية وتعارضات في الهياكل والمنتجات، خاصة أن كلا الشركتين تمتلكان علامات متداخلة وأساليب إدارية مختلفة، مما كان سيجعل أي اندماج محفوفًا بالتعقيد والمخاطر في ظل فترة التحول السريع الذي يشهده قطاع السيارات العالمي.
شبكة السيارات الصينية
تُعد هذه الخطوة من أهم التحولات التنظيمية في قطاع السيارات الصيني خلال السنوات الأخيرة، وهي تُعزز من استقلالية شانجان وقدرتها على رسم مسارها الاستراتيجي بعيدًا عن التحديات الإدارية التي قد ترافق أي اندماج واسع النطاق. وبالرغم من تعليق خطة الدمج مع دونغ فينغ، فإن قدرة كل من الشركتين على التركيز على نقاط قوتهما الأساسية ستكون ذات أثر إيجابي على تطوير منتجات أكثر تنافسية في الأسواق المحلية والعالمية.