شاومي ترد رسميًا على حادثة “سيارة SU7 التي تحركت من تلقاء نفسها”: لا خلل في جودة المركبة والسبب خطأ في التواصل

شبكة السيارات الصينية: أصدرت شركة شاومي Xiaomi Auto بيانًا رسميًا ردّت فيه على مقاطع الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت والتي تُظهر ما قيل إنه “تحرك سيارة شاومي من تلقاء نفسها دون تدخل السائق”، مؤكدة أن التحقيقات الفنية استبعدت تمامًا وجود أي خلل في جودة السيارة أو أنظمتها، وأن ما حدث كان نتيجة سوء تواصل بين خدمة العملاء والمستخدم أدى إلى سوء فهم واسع النطاق.

تفاصيل الواقعة والتحقيق الفني

أكدت شاومي أنها شكّلت فريق تحقيق متخصص بشكل فوري فور انتشار الفيديو، بهدف التحقق من جميع البيانات التقنية المسجلة، بالتعاون الكامل مع مالكي السيارة المعنيين بالحادثة.
وبحسب البيان، فقد تم تحليل سجلات تطبيق الهاتف الذكي (App Logs) وبيانات السيارة الخلفية (Backend Data) باستخدام التفويض الرسمي من المستخدم، مما أتاح الوصول الكامل إلى سجل الأوامر المرسلة من الهاتفين المرتبطين بالمركبة.

وكشفت النتائج أن السيارة تلقت بالفعل أمرًا من خاصية “المساعدة في الركن” (Parking Assist) تم إرساله من هاتف iPhone 15 Pro Max المملوك لأحد المستخدمين، مما أدى إلى تفعيل ميزة “الخروج الذكي من الموقف” (Auto Park Out) بشكل طبيعي، ضمن المدى المسموح به للاتصال عبر البلوتوث.

وبذلك، أكدت الشركة أن كل من سجل استجابة السيارة وسجلات التطبيق في الهاتف تطابقت تمامًا من حيث التوقيت والأوامر، وأنه لا وجود لأي تشغيل عشوائي أو خلل في النظام.

توضيح بشأن الخطأ في التواصل

خلال عملية المتابعة، تبين أن أحد موظفي خدمة العملاء عبر الإنترنت قد أبلغ المستخدم بأن الأمر صدر من “جهاز iPhone 16”، بينما كانت البيانات الحقيقية تشير إلى جهاز iPhone 15 Pro Max.
ويعود السبب إلى أن موظف الخدمة خلط بين رقم تعريف الطراز (Model Identifier) الخاص بالجهاز — وهو iPhone 16,2 — وبين اسم الطراز التجاري (iPhone 15 Pro Max).

هذا الالتباس البسيط في شرح المعلومات أدى إلى سوء فهم المستخدم واعتقاده بأن هناك جهازًا مختلفًا أصدر أمر تشغيل للسيارة، مما ساهم في انتشار الفكرة الخاطئة حول “تحرك السيارة ذاتيًا”.

وقدّمت شاومي اعتذارها الرسمي عن هذا الخطأ في التواصل، مؤكدة أنها ستعمل على تحسين إجراءات التدريب والتدقيق في ردود خدمة العملاء لضمان دقة المعلومات المقدمة للمستخدمين مستقبلاً.

نتائج التحقيق الرسمية

بعد مراجعة شاملة لجميع البيانات الفنية، خلصت شركة شاومي إلى النتائج التالية:

1. تم استبعاد وجود أي خلل في أنظمة السيارة أو مكوناتها.
2. تبيّن أن السيارة استجابت لأمر صادر من الهاتف الذكي المرتبط بها عبر البلوتوث، وهو تصرف طبيعي في إطار وظيفة الركن الذكي.
3. تم التحقق من توافق تام بين زمن الإشارة في التطبيق وزمن تنفيذ الأمر داخل السيارة.
4. الخلل الوحيد تمثل في سوء تفسير لمعرف الجهاز من قبل فريق خدمة العملاء.

موقف شاومي الرسمي

أكدت شركة شاومي في ختام بيانها أن سلامة المستخدمين تأتي في مقدمة أولوياتها، وأنها ستواصل تطبيق أعلى معايير الأمان والشفافية في التعامل مع بيانات المركبات الذكية.
كما أشارت إلى أن ميزة الركن الذكي تعتمد على تقنيات تحكم متقدمة، منها الاتصال المباشر عبر البلوتوث بين الهاتف والسيارة، وهو ما يتطلب أن يكون المستخدم على مسافة قريبة من المركبة لتفعيل الوظيفة.

وأضافت الشركة أن هذه الحادثة لا تعكس أي مشكلة تصميمية أو فنية في سياراتها، وإنما تبرز أهمية التواصل الدقيق بين خدمة العملاء والمستخدمين في التعامل مع الأنظمة الذكية الحديثة.

خلفية الحادثة

بدأت القصة بعد انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية يظهر سيارة Xiaomi SU7 وهي تتحرك خارج موقفها دون وجود سائق داخلها.
وأثار المقطع جدلاً واسعًا حول سلامة نظام القيادة الذكي في سيارات شاومي، قبل أن يتضح لاحقًا أن ما حدث هو تنفيذ تلقائي لأمر “الركن الذكي” الذي أصدره أحد المستخدمين عبر التطبيق.

وقد تمت مراجعة الفيديو وسجلات السيارة بإشراف فريق التحقيق الداخلي، لتتطابق النتائج مع ما أعلنته الشركة في بيانها الرسمي.

رؤية شبكة السيارات الصينية

تمثل هذه الحادثة مثالًا واضحًا على التحديات التقنية والإعلامية التي تواجهها شركات السيارات الذكية في عصر القيادة المتصلة بالإنترنت، حيث يمكن لأي سوء فهم بسيط أن يتحول إلى جدل واسع على منصات التواصل.

إلا أن تعامل شاومي مع الموقف — عبر تشكيل فريق فني متخصص، والتحقيق المستقل بالتعاون مع المستخدم، ثم نشر النتائج التقنية بالتفصيل — يعكس مستوى نضج الشركة واستعدادها لتحمّل المسؤولية بشفافية.

وبتأكيد استبعاد أي خلل في جودة المركبة، تكون شاومي قد نجحت في حماية سمعتها خلال مرحلة دقيقة من توسعها في سوق السيارات الذكية، مؤكدة من جديد أن الاعتمادية والشفافية ركيزتان أساسيتان في استراتيجيتها المستقبلية.