- 26 نوفمبر - 5 مساءً
شبكة السيارات الصينية: تستعد شركة كاتل، عملاق تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، لإعادة تشغيل أحد أهم مناجم الليثيوم التابعة لها في الصين، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تعليق الإنتاج، في خطوة قد تعيد التوازن إلى سوق الليثيوم الذي شهد تقلبات قوية خلال الأسابيع الماضية. ويأتي ذلك وفق تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ في 21 نوفمبر 2025، نقلًا عن مصادر مطلعة على تطورات الملف.
وتعد هذه الخطوة إحدى أبرز التحركات الاستراتيجية لكاتل خلال النصف الأخير من عام 2025، مع تزايد الضغوط على سلسلة الإمداد الخاصة بالمواد الخام الأساسية لصناعة البطاريات.

الوصول السريع لاجزاء المقال
خلفية قرار التعليق واستئناف العمل في المنجم
علّقت كاتل الإنتاج في منجم جيانشياوو بمدينة ييتشون بتاريخ 10 أغسطس، بعد انتهاء صلاحية رخصة التعدين الرئيسية. وقد أدى تعليق العمليات إلى ارتفاع مفاجئ في أسعار كربونات الليثيوم داخل السوق الصيني، نتيجة الانخفاض السريع في المعروض.
وتشير التقارير إلى أن كاتل:
- تقدمت بطلب لتمديد رخصة التعدين مباشرة بعد الإيقاف
- واصلت العمل الإداري للحصول على الموافقات التنظيمية
- حصلت على موافقة احتياطيات المنجم في 30 سبتمبر، ما قرّبها من خطوة إعادة التشغيل الرسمية
وفي مطلع نوفمبر، تلقت الشركة إشعارًا رسميًا يحدد رسوم حقوق التعدين المطلوب سدادها، وهو ما يُعد خطوة أساسية قبل منح الترخيص النهائي للعودة إلى التشغيل.

التحضيرات الجارية لإعادة التشغيل مطلع ديسمبر
وفقًا للمصادر التي نقلتها بلومبيرغ، وضعت كاتل خطة أولية تهدف إلى استئناف الإنتاج في المنجم بحلول أوائل ديسمبر، وتشمل الإجراءات التالية:
- مطالبة الموردين والشركاء بتجهيز المعدات والمواد الكيميائية
- إعادة استدعاء العمالة الضرورية
- إخطار المصافي التي تستخرج المواد الخام من المنجم
- تنسيق عمليات الإمداد قبل بدء الإنتاج الفعلي
ورغم هذه الخطوات، حذرت المصادر من أن التحضيرات لا تعني ضمان الحصول على الموافقات التنظيمية النهائية، إذ لا تزال خطة الاستئناف بانتظار التصديق الرسمي من الجهات المعنية.

أهمية منجم جيانشياوو ودور ييتشون في إنتاج الليثيوم
يُعد منجم جيانشياوو واحدًا من مصادر الليثيوم الحيوية بالنسبة لكاتل، والتي تعتمد على تأمين المواد الخام داخليًا لتقليل التكاليف وضمان استقرار سلسلة الإمداد.
وتقع المدينة ضمن إقليم جيانغشي، حيث تُعرف ييتشون بلقب “عاصمة الليثيوم في آسيا” نظرًا لكثافة الإنتاج فيها وتجمع الشركات العاملة في استخراج ومعالجة الليثيوم، مما يجعل إعادة تشغيل المنجم مسألة مؤثرة على السوق المحلي والعالمي معًا.

دور الليثيوم في تكاليف بطاريات السيارات الكهربائية
يمثل الليثيوم أحد أهم المكونات الأساسية في تصنيع البطاريات، خصوصًا بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم (LFP)، والتي تعتمد بشكل رئيسي على:
- كربونات الليثيوم
- فوسفات الحديد
وتُعد بطاريات LFP من التقنيات الأكثر انتشارًا في السوق الصيني نظرًا لتكلفتها الأقل مقارنة بالبطاريات النيكلية، واعتمادها الكبير في آلاف المركبات الكهربائية، بما في ذلك الشركات الكبرى.

تقلبات أسعار كربونات الليثيوم في الصين خلال نوفمبر 2025
شهدت أسعار كربونات الليثيوم حالة من عدم الاستقرار الملحوظ خلال الأيام الأخيرة نتيجة التأثيرات المتراكمة للإيقاف المؤقت في الإمدادات.
وتشير بيانات بورصة عقود غوانغتشو إلى أن:
- أكثر عقود كربونات الليثيوم نشاطًا قفزت في 19 نوفمبر فوق 100,000 ألف يوان للطن الواحد
- وهو أعلى مستوى تسجله الأسعار منذ يونيو 2024
- ثم تراجعت في اليوم التالي بنسبة 9% لتغلق عند 91,020 ألف يوان للطن
ويعكس هذا التذبذب الحاد حساسية السوق لأي تغير في الإمدادات، خاصة في ظل انتقال العديد من شركات السيارات إلى إنتاج كميات أكبر من المركبات الكهربائية.

انعكاسات محتملة على السوق خلال الأسابيع المقبلة
تشير المؤشرات الحالية إلى أن إعادة تشغيل منجم كاتل قد تسهم في:
- تخفيف الضغوط على أسعار الليثيوم
- استقرار سوق المواد الخام خلال الربع الأول من 2026
- تحسين سلسلة الإمداد الخاصة ببطاريات LFP
- تقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على مصادر خارجية
ومع ذلك، يظل تأثير الخطوة مرتبطًا بموعد الحصول على الموافقات النهائية ووتيرة إعادة التشغيل الفعلية.
رؤية شبكة السيارات الصينية
يعكس توجه كاتل نحو إعادة تشغيل منجم جيانشياوو في ييتشون إدراكًا واضحًا لحساسية سوق الليثيوم، ودوره المحوري في مستقبل صناعة البطاريات والمركبات الكهربائية. فالتحرك في هذا التوقيت يهدف إلى استعادة التوازن بين العرض والطلب، خصوصًا مع التقلبات الأخيرة في الأسعار وضغط الإنتاج المتزايد على الشركات الكبرى.
ومن المتوقع أن يكون لنجاح إعادة التشغيل تأثير مباشر على استقرار السوق في عام 2026، سواء على مستوى تكاليف البطاريات أو تسريع وتيرة تصنيع المركبات الجديدة للطاقة، مما يعزز المكانة الاستراتيجية لكاتل داخل الصين وعلى المستوى العالمي.
