- 28 ديسمبر - 7 مساءً
شبكة السيارات الصينية: في خطوة تعد من أهم التحولات التنظيمية في تاريخ صناعة السيارات الكهربائية عالميًا، أعلنت الجهات التنظيمية في الصين الانتهاء من صياغة واعتماد 294 معيارًا وطنيًا جديدًا يشمل 13 قطاعًا صناعيًا رئيسيًا، من بينها قطاع السيارات الكهربائية وبطاريات الطاقة. وتضمّنت هذه المعايير ترقية متطلبات سلامة بطاريات السيارات الكهربائية إلى مستوى المعايير الإلزامية الوطنية لأول مرة، مع اعتماد معيار صارم ينص على “عدم اشتعال وعدم انفجار البطارية”.
جاء الإعلان عبر الإدارة الحكومية لتنظيم السوق في الصين (SAMR)، ونقلته شبكة CCTV بتاريخ 26 ديسمبر 2025، حيث تم التأكيد على أن هذه المعايير الجديدة قد تم اعتمادها رسميًا، نشرها، وتحديد موعد دخولها حيز التنفيذ ضمن خطة وطنية شاملة تستهدف تطوير الصناعة ورفع مستويات الجودة والسلامة.

الوصول السريع لاجزاء المقال
294 معيارًا وطنيًا جديدًا… ضمن خطة تحديث صناعية شاملة
تأتي هذه القرارات ضمن إطار “خطة العمل لتعزيز تجديد المعدات وتحديث السلع الاستهلاكية عبر المعايير التنظيمية”، والتي تهدف إلى:
- دفع عملية تحديث الصناعة
- رفع جودة المنتجات
- تحسين كفاءة الطاقة
- تعزيز سلامة المستهلك
- دعم التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة
وتتركز هذه المعايير الجديدة حول ثلاثة محاور رئيسية:
- رفع معايير كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات
- تعزيز معايير جودة المنتجات ومتطلبات السلامة
- توسيع معايير إعادة التدوير والاقتصاد الدائري

بطاريات السيارات الكهربائية… للمرة الأولى “شرط إلزامي بعدم الاشتعال والانفجار”
ضمن فئة المعايير المتعلقة بالسيارات والسلع الاستهلاكية، تمت ترقية معايير سلامة بطاريات السيارات الكهربائية إلى متطلبات إلزامية وطنية واضحة. حيث ينص المعيار الجديد على أن بطاريات سيارات الطاقة الجديدة يجب:
- ألا تشتعل
- وألا تنفجر
وذلك في إطار معيار السلامة الوطني الجديد المعتمد باسم:
GB 38031-2025
ويُعد هذا التطور نقلة نوعية في منهجية التنظيم، لأنه للمرة الأولى يتم تعريف هذه المتطلبات بشكل صريح ورسمي ضمن القواعد التقنية الوطنية الإلزامية.

ما الذي يعنيه هذا المعيار لصناعة السيارات الكهربائية؟
وفقًا لتصريحات ليو هونغ شنغ، مدير إدارة تكنولوجيا المعايير في هيئة تنظيم السوق الصينية، فإن هذه المعايير تمثل:
- اختراقًا مهمًا في تنظيم سلامة بطاريات السيارات الكهربائية
- انتقالًا من معايير توجيهية إلى معايير ملزمة إجباريًا
- ضغطًا إيجابيًا على الشركات المصنعة لتطوير تصميم البطاريات وأنظمة إدارتها الحرارية
المطلوب من الشركات خلال المرحلة المقبلة:
- تحسين بنية خلايا البطارية
- تعزيز إدارة الحرارة وانتقالها
- تطوير أنظمة حماية متعددة الطبقات
- رفع مستويات الاعتمادية والاستقرار تحت الظروف القاسية
وبذلك تهدف الصين إلى تقليل حوادث الحريق والانفجار المرتبطة بالبطاريات، والتي تُعد واحدة من أبرز المخاطر المرتبطة بالمركبات الكهربائية عالميًا.

موعد بدء التطبيق… والتنفيذ على مرحلتين
بحسب ملخص صادر عن مؤسسة GDESTL، فإن المعيار الوطني المحدث:
- يحمل الاسم التقني GB 38031-2025
- سيدخل حيز التنفيذ رسميًا في 1 يوليو 2026
وسيتم تطبيقه وفق الآتي:
- أي طرازات جديدة تحصل على موافقات نوع بعد هذا التاريخ يجب أن تلتزم فورًا بالمعايير الجديدة
- المركبات الحاصلة على موافقات سابقة ستخضع لمرحلة انتقالية تختلف حسب الحالة، على أن تمتد في الغالب حتى 1 يوليو 2027

بهذا الأسلوب، تمنح الجهات التنظيمية وقتًا مناسبًا للشركات:
- لإعادة تصميم البطاريات
- تحديث خطوط الإنتاج
- إجراء الاختبارات والاعتمادات
- ضمان الامتثال الفني الكامل دون تعطيل الإنتاج
معايير إضافية للطاقة والصناعة… ليست البطاريات وحدها المستهدفة
لا يقتصر الأمر على السيارات الكهربائية، حيث شملت الحزمة التنظيمية:
1. معايير كفاءة الطاقة والانبعاثات
وتم عبرها:
- صياغة واعتماد 113 معيارًا وطنيًا جديدًا
- تحسين كفاءة استخدام الطاقة في:
- صناعة توليد الطاقة بالفحم
- صناعة الصلب
- مواد البناء
- وضع حدود استهلاك طاقة إلزامية لدعم التخلص من القدرات الإنتاجية القديمة
- تشديد كفاءة المعدات الصناعية مثل:
- الغلايات
- المحركات الكهربائية
- المحولات

2. معايير الجودة والسلامة للسلع الاستهلاكية
وشملت:
- السيارات
- الأجهزة المنزلية
- منتجات الأثاث
- منتجات استهلاكية جديدة
ومن ضمنها بطاريات السيارات الكهربائية التي أصبحت جزءًا أساسيًا من هذه الفئة.
3. معايير إعادة التدوير والاقتصاد الدائري
تم اعتماد ونشر:
- 66 معيارًا وطنيًا جديدًا لإعادة التدوير
تشمل مراحل:
- الجمع
- التفكيك
- المعالجة
- إعادة الاستخدام
وذلك للقطاعات التالية:
- الأجهزة المنزلية
- الأثاث
- الأجهزة الإلكترونية
- معدات الطاقة الشمسية
- معدات طاقة الرياح
- بطاريات الطاقة المستخدمة
هذه المعايير تدعم توجّه الصين نحو اقتصاد دائري أكثر استدامة، وتقليل الفاقد البيئي، وتحسين استخدام الموارد.
رؤية شبكة السيارات الصينية
اعتماد الصين لمعيار “لا حريق، لا انفجار” على مستوى وطني إلزامي لبطاريات السيارات الكهربائية يمثل خطوة استراتيجية كبيرة يمكن تلخيص أهميتها في عدة مستويات:
أولًا: على مستوى السلامة : سيؤدي هذا القرار إلى رفع مستوى أمان المركبات الكهربائية بشكل ملحوظ، وتقليل المخاطر المرتبطة بالحوادث الحرارية، وهو ما يعزز ثقة المستهلكين.
ثانيًا: على مستوى الصناعة : سيدفع الشركات المصنعة للبطاريات والسيارات:
- إلى الاستثمار أكثر في البحث والتطوير
- تحسين التصميمات الهيكلية للبطاريات
- تطوير أنظمة تبريد وإدارة حرارية أكثر تقدمًا
ما يعني انتقالًا إلى جيل أكثر نضجًا من البطاريات.
ثالثًا: على مستوى المنافسة العالمية : الصين ترسل رسالة واضحة للسوق العالمي بأنها لا تكتفي بالريادة الإنتاجية والتكنولوجية، بل تقود أيضًا معايير السلامة الدولية، ما قد يجعل هذا المعيار مرجعًا عالميًا مستقبلاً.
رابعًا: على مستوى الاستدامة : دمج معايير سلامة البطاريات مع معايير إعادة التدوير واستخدام الموارد بشكل دائري يخلق منظومة متكاملة تشمل:
- الإنتاج الآمن
- الاستخدام المستقر
- التفكيك وإعادة التدوير المسؤول
وهو توجه يعكس رؤية استراتيجية طويلة المدى.
مع دخول هذا المعيار حيز التنفيذ رسميًا في يوليو 2026، ثم استكمال المرحلة الانتقالية حتى يوليو 2027، ستدخل صناعة السيارات الكهربائية العالمية مرحلة جديدة من التطور التقني والتنظيمي، ستكون الصين في طليعتها بلا شك.
شبكة السيارات الصينية ستواصل متابعة تطبيق هذا المعيار وتأثيره على الشركات والأسواق والطرازات الجديدة، مع تقديم قراءة مهنية معمقة لأي تطورات مستقبلية.
