انسحاب ZEEKR من بورصة نيويورك: ضغوط أمريكية أم خطوة استراتيجية من جيلي للعودة إلى “كيان موحد”؟

شبكة السيارات الصينية – في خطوة مفاجئة وصفت بالـ”سريعة مثل إدراجها”، أعلنت مجموعة جيلي القابضة عن خطتها للاستحواذ الكامل على أسهم شركتها التابعة ZEEKR المدرجة في بورصة نيويورك، تمهيدًا لخروجها الكامل من السوق الأمريكي، وتحويلها إلى شركة خاصة مملوكة بالكامل لجيلي.

الإعلان الرسمي: عرض شراء بسعر أعلى 20% من متوسط التداول

أعلنت جيلي في 7 مايو 2025 عن تقديم عرض استحواذ غير ملزم بسعر 25.66 دولارًا للسهم، بزيادة 20% عن متوسط سعر السهم خلال آخر 30 يوم تداول، و22% أعلى من سعر الإدراج (21 دولارًا). تأتي هذه الخطوة بعد أقل من عام على إدراج زيكر في السوق الأمريكي.

الخطوة أثارت ارتباكًا داخل الشركة، إذ عبّر بعض الموظفين عن دهشتهم واصفين القرار بأنه “مفاجئ وغامض”.

خلفية سياسية ضاغطة: أعضاء كونغرس يطالبون بطرد 25 شركة صينية من السوق الأمريكي

في 2 مايو، وجه عدد من النواب الأمريكيين (منهم جون مولينار وريك سكوت) رسالة رسمية إلى هيئة الأوراق المالية الأمريكية يطالبون فيها بتجميد تداول 25 شركة صينية مدرجة في السوق الأمريكي وطردها من البورصة. ومن بين هذه الشركات جاءت زيكر ضمن ثلاث شركات متخصصة في السيارات الذكية.

الأسباب المذكورة في الرسالة ضد زيكر تشمل:

1. استخدام شبكة الأقمار الصناعية “Future Mobility Constellation” التي طورتها جيلي لأغراض التتبع والاتصالات الآمنة، ما يربط زيكر مباشرة بنظام “الدمج العسكري المدني” الصيني.
2. تزويد جيلي أكثر من 1000 سيارة Borui إلى الجيش الصيني، ضمن إطار تسويق السيارة بـ”جودة عسكرية”.
3. وجود فرع رسمي للحزب الشيوعي داخل مصانع ZEEKR، يُستخدم كقاعدة للدعاية والتعليم والتدريب المهني.
4. ارتباط زيكر بمخاطر “العمل القسري” عبر ملكيتها الجزئية لشركة بطاريات Times Geely Power، المشتركة مع CATL، والمذكورة في قائمة قانون منع العمل القسري في شينجيانغ (UFLPA).

📌 أنظر الجدول التحليلي الأول المرفق في الصور والذي يربط شركات صينية بمخاطر متعددة منها العقوبات، الاندماج العسكري، والعمل القسري.

جيلي ترد: “استجابة لتحديات الاقتصاد العالمي.. وعودة إلى كيان موحد”

في بيان رسمي، أشار رئيس مجموعة جيلي لي شو فو إلى أن قرار خصخصة ZEEKR يأتي ضمن استراتيجية “تايتشو” الجديدة، والتي تُركّز على الاندماج، التركيز، وقف التوسعات العشوائية، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل “تعقيد البيئة الاقتصادية” وتصاعد المخاطر الجيوسياسية.

من “الخطأ الاستراتيجي” إلى تصحيح المسار: كيف خُلقت ZEEKR ولماذا تنسحب الآن؟

• 2020: فشل خطة “العمل الأزرق” الأولى بسبب ضعف استجابة جيلي لثورة السيارات الكهربائية.
• 2021: وُلدت ZEEKR من رحم “لينك آند كو”، لتستهدف سوق السيارات الكهربائية الفاخرة فوق 300 ألف يوان.
• 2024: تم إدراج ZEEKR في بورصة نيويورك، لكنها لم تتمكن من تلبية تطلعات المستثمرين، إذ سجلت خسائر تُقدَّر بـ57.9 مليار يوان، فيما لم تحقق سوى 12.18% من هدف مبيعاتها السنوي خلال الربع الأول.

صعوبة “الإدراج المزدوج”: لماذا لا تنتقل ZEEKR إلى بورصة هونغ كونغ؟

بخلاف منافسيها مثل نيو وشياو بنغ Xpeng، لم تُدرج ZEEKR في هونغ كونغ. ويبدو أن هناك عقبة رئيسية تمنع ذلك:

• جيلي بالفعل مدرجة في بورصة هونغ كونغ، وإنشاء إدراج مستقل لـ ZEEKR هناك يُمكن أن يُسبب تعارضًا في المصالح أو تنافسًا داخليًا.

الصورة التحليلية المرفقة من Bloomberg توضّح كيف أن حجم التداول في الأسواق الأمريكية يفوق بكثير مثيله في هونغ كونغ، مما يزيد من صعوبة تعويض ZEEKR عن خسارة السوق الأمريكي.

انهيار التقييم: من طموحات 130 مليار إلى واقع الـ60 مليار

عند إطلاقها، كانت ZEEKR تستهدف تقييمًا يقارب 130 مليار يوان، لكنها بالكاد حافظت على تقييم حول 60-65 مليار فقط في البورصة، وهو أقل بكثير من منافسيها:

• Xpeng: يتجاوز 180 مليار
• Li Auto: يتجاوز 270 مليار

الصورة البيانية الخاصة بالمقارنة بين مبيعات جيلي وBYD خلال العقد الأخير تُظهر أن جيلي بدأت تفقد الريادة تدريجيًا لصالح BYD، خصوصًا بعد 2020.

العودة إلى الأصل: تكامل داخلي أكبر تحت مظلة جيلي

من خلال هذه الخطوة، تستعيد جيلي سيطرتها الكاملة على ZEEKR، تمهيدًا لتعزيز التكامل بين علاماتها التجارية المختلفة (لينك اند كو، جيومتري، جالاكسي، فولفو، لوتس، بوليستار وغيرها)، ضمن مسار “عودة إلى جيلي واحدة”.

شبكة السيارات الصينية

انسحاب ZEEKR من بورصة نيويورك يعكس التقاء السياسة بالاستثمار بشكل حاد. ففي حين تسعى واشنطن للضغط على شركات التكنولوجيا الصينية، تحاول جيلي احتواء المخاطر وإعادة توجيه استراتيجيتها بعيدًا عن الاعتماد على أسواق خارجية شديدة التقلّب.

القرار يُعزز توجّه جيلي نحو إعادة تنظيم شامل لمجموعتها، وقد يكون تمهيدًا لإعادة إطلاق ZEEKR بوجه جديد في أسواق أكثر استقرارًا، أو لدمجها ضمن استراتيجية هجينة تجمع الفخامة بالكفاءة تحت مظلة واحدة.