اخر الاخبار
- 13 أكتوبر - 3 مساءً
شبكة السيارات الصينية: في خطوة تُعد من أبرز التحالفات التقنية في سوق السيارات الكهربائية العالمي، أعلنت مجموعة فولكس واجن Volkswagen أنها ستعتمد رسميًا على نظام القيادة الذاتية XNGP المطوّر من شركة XPENG الصينية في سياراتها الكهربائية المخصصة للسوق الصيني ابتداءً من عام 2026، وذلك في إطار إستراتيجيتها “In China For China” التي تهدف إلى تعزيز حضورها المحلي من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا الصينية المتقدمة.
الوصول السريع لاجزاء المقال
أول طراز مشترك بنظام XNGP قادم في 2026
أكدت مصادر داخل فولكس واجن أن أول طراز سيُزود بنظام XNGP سيكون SUV متوسطة الحجم تم تطويرها بشكل مشترك بين فولكس واجن وXPENG، على أن يبدأ الإنتاج التجاري في عام 2026.
ويأتي هذا التعاون بعد أن كانت مهام تطوير أنظمة القيادة الذاتية في فولكس واجن تُدار داخليًا عبر وحدة Cariad China، قبل أن تقرر الشركة الألمانية نقل التطوير إلى شريك صيني موثوق يملك خبرة أوسع في تقنيات القيادة الذكية.
خلفية الشراكة: استثمار 700 مليون يورو وبناء منصة CEA المشتركة
بدأت قصة التعاون بين فولكس واجن وXPENG في يوليو 2023، عندما أعلنت المجموعة الألمانية عن استثمار 700 مليون يورو (حوالي 2.9 مليار ريال سعودي) مقابل حصة تبلغ 4.99% في شركة XPENG الصينية.
وفي أوائل عام 2024، تم تأكيد العمل المشترك على مشروع تطوير سيارتين SUV كهربائيتين متوسطتي الحجم سيتم إطلاقهما رسميًا في 2026.
تعمل الشركتان في الوقت ذاته على تطوير منصة هندسية جديدة تُعرف باسم China Electronic Architecture (CEA)، وهي بنية إلكترونية متطورة تمثل الجيل القادم من أنظمة الربط والتحكم في السيارات الكهربائية التابعة لفولكس واجن داخل الصين.
المنصة الجديدة تُعد نسخة محسّنة من البنية الإلكترونية E/E التي تعتمدها XPENG حاليًا في سياراتها، وستُستخدم تدريجيًا في جميع سيارات فولكس واجن الموجهة للسوق الصيني.
فولكس واجن: “من 2026 جميع سياراتنا الكهربائية في الصين ستكون على المنصة الجديدة”
قال رالف براندشتيتر، عضو مجلس إدارة فولكس واجن والمسؤول عن عمليات الشركة في الصين، في يوليو 2024:
“ابتداءً من عام 2026، ستكون جميع سيارات فولكس واجن الكهربائية في الصين مزودة بهذه البنية الإلكترونية القوية والعالية الكفاءة.”
ويُعد هذا التحول خطوة استراتيجية تهدف إلى تسريع دورة تطوير السيارات، وتقليل التكاليف، وتحقيق محلية الإنتاج بما يتماشى مع احتياجات المستهلك الصيني، وهو ما يمثل محور إستراتيجية فولكس واجن “في الصين، من أجل الصين”.
منصة CEA: دماغ إلكتروني موحد لتقنيات القيادة الذكية
المنصة الإلكترونية الجديدة CEA تعمل كـ“الدماغ” المركزي للسيارة، إذ تنظم وتربط جميع الأنظمة الكهربائية والإلكترونية في هيكل موحد، يدير البرمجيات والبيانات ويضمن التواصل الفوري بين مختلف الأنظمة.
ومن خلال هذه البنية، تسعى فولكس واجن إلى تحقيق تكامل عميق بين البرمجيات والعتاد، ما يُمكّن سياراتها من العمل بكفاءة أعلى في مجالات القيادة الذاتية والاتصال الذكي وإدارة الطاقة.
دمج شرائح Turing AI من XPENG في سيارات فولكس واجن
في يونيو 2025، أعلن رئيس XPENG، هي شياو بنغ (He Xiaopeng)، أن شركته ستقوم أيضًا بتزويد فولكس واجن بشرائح القيادة الذكية Turing AI ADAS المطورة داخليًا، والتي ستُدمج في سيارات فولكس واجن التي تحمل شعارها رسميًا اعتبارًا من 2026.
وبذلك تصبح فولكس واجن أول شركة أجنبية تحصل على حق استخدام كل من منصة XPENG الإلكترونية وأنظمة القيادة الذاتية والشرائح الذكية الخاصة بها ضمن سيارات تحمل علامتها التجارية.
XPENG XNGP: المنافس الصيني الأبرز لتقنية Tesla FSD
نظام XNGP هو حلّ متكامل للقيادة الذاتية يعتمد على رؤية الكاميرات المتقدمة دون الحاجة إلى خرائط عالية الدقة (HD Maps-Free System).
ويُعد XNGP المنافس المباشر لتقنية Full Self Driving (FSD) من تسلا، حيث يقدم تجربة قيادة شبه مستقلة بالكامل في بيئات معقدة داخل المدن، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات الفورية.
النظام مصمم خصيصًا ليُقدم أداءً متفوقًا في البيئات الحضرية الصينية التي تتسم بالتعقيد المروري، ويُتوقع أن يمنح سيارات فولكس واجن دفعة تقنية كبيرة في السوق المحلي.
اختبارات الإنتاج ومرحلة التكامل الأولى
بحسب مصادر داخلية في XPENG وفولكس واجن، فقد بدأت بالفعل الاختبارات الميدانية الأولى لنظام XNGP على النموذج التجريبي للـSUV المشتركة، استعدادًا لدخولها مرحلة الإنتاج التجاري في 2026.
وستُستخدم أنظمة القيادة الذكية أولًا على الطرازين المشتركين، على أن تُعمم لاحقًا على جميع سيارات فولكس واجن الكهربائية في الصين، بعد نجاح مرحلة إثبات المفهوم (Proof of Concept).
ولم يُعلن بعد إن كانت فولكس واجن ستُبقي على اسم XNGP في سياراتها أو ستعيد تسميته ضمن منظومة علامتها الخاصة.
تراجع وحدة Cariad الصينية والتحول نحو الشراكات التقنية
كانت Cariad China – الذراع البرمجي لفولكس واجن – مسؤولة في البداية عن تطوير تقنيات القيادة الذكية والمقصورة الذكية داخل الصين، وأعلنت عام 2024 أنها ستتحول من “مُدمج عالمي للبرمجيات” إلى “شريك تطوير محلي” يركز على تلبية احتياجات السوق الصيني عبر أحدث التقنيات.
وقال بيتر بوش (Peter Bosch)، الرئيس التنفيذي لـCariad آنذاك:
“نحن نعيد تشكيل Cariad China لتكون شريكًا برمجيًا قويًا قادرًا على تقديم حلول مخصصة للسوق المحلي الصيني.”
لكن في أكتوبر 2025، أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس واجن، أوليفر بلوم (Oliver Blume)، إيقاف تطوير البرمجيات الداخلي بالكامل في Cariad، مع الاكتفاء بدور تكاملي لتنسيق التعاون مع شركاء خارجيين مثل XPENG في الصين وRivian في الولايات المتحدة.
رؤية شبكة السيارات الصينية
تُعد هذه الشراكة بين فولكس واجن وXPENG واحدة من أكثر التحالفات التقنية تأثيرًا في صناعة السيارات الكهربائية العالمية خلال السنوات الأخيرة.
فهي لا تمثل مجرد تعاون بين صانع ألماني تقليدي وشركة صينية ناشئة، بل نقطة تحول في استراتيجية فولكس واجن نحو الاعتماد على الحلول المحلية المتقدمة لتسريع التحول الرقمي في سياراتها.
التحالف يجسد توجهًا عالميًا جديدًا في صناعة السيارات:
- الشركات التقليدية تعتمد على المبتكرين الصينيين في الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية.
- XPENG تتحول من منافس مباشر إلى شريك تكنولوجي استراتيجي.
- فولكس واجن تضع نفسها في موقع ريادي داخل السوق الصيني الأكثر تنافسية في العالم.
ومع دخول عام 2026، ستشكل هذه الخطوة نقطة انطلاق لعصر جديد من الشراكات العابرة للقارات، تُعيد تعريف العلاقة بين الصناعة الأوروبية والخبرة الصينية في تقنيات القيادة الذكية.
