- 15 نوفمبر - 8 مساءً
شبكة السيارات الصينية: تتعمّق أزمة مجموعة إيفرغراند للسيارات يومًا بعد يوم، بعد صدور قرار قضائي جديد يقضي بإفلاس وتصفية إحدى الشركات التابعة لها التي تمتلك رأس مال مسجل يبلغ 41 مليار يوان صيني، في واحدة من أبرز المحطات التي تعكس الانهيار المتسارع لهذه المجموعة التي كانت تُعد أحد أكبر الطموحات الصينية في مجال السيارات الكهربائية.
الحكم صادر عن محكمة في مدينة تيانجين، ويستهدف الشركة المالكة لمصنع متكامل مخصص لإنتاج مركبات الطاقة الجديدة، وهو المصنع الذي توقف عن العمل منذ يناير 2024 ولم يستأنف نشاطه منذ ذلك الحين. هذا التطور يؤكد أن مشروع إيفرغراند لإطلاق علامة سيارات كهربائية فاخرة لم يعد مجرد مشروع متعثر، بل أصبح في مرحلة تفكك تدريجي.

الوصول السريع لاجزاء المقال
مصنع متوقف منذ 2024 ورأس مال ضخم ينهار دون أي إنتاج
الشركة التي شملها قرار التصفية كانت مسؤولة عن منشأة تصنيع متقدمة تضم خطوط إنتاج السيارة الكهربائية المفترض إطلاقها في السوق. ورغم ضخ رأس مال ضخم يصل إلى 41 مليار يوان (حوالي 21.3 مليار ريال سعودي)، فإن المصنع أوقف إنتاجه بالكامل منذ مطلع 2024، ما يكشف عمق الأزمة التشغيلية والمالية داخل المجموعة.
تعليق التداول في هونغ كونغ منذ أبريل 2025
إيفرغراند للسيارات كانت قد أوقفت تداول أسهمها في بورصة هونغ كونغ منذ 1 أبريل 2025 بعد إعلانها عدم قدرة الشركة على نشر نتائجها المالية للعام 2024 في الموعد المحدد، نتيجة لعدم تمكنها من تأمين التمويل اللازم لاستمرار أعمالها أو استكمال إجراءات التدقيق المحاسبي.
ورغم محاولات البحث عن مستثمرين استراتيجيين، لم تنجح الشركة في ضخ أي أموال جديدة تعيد إليها القدرة على العمل أو استكمال إجراءات الإفصاح، مما أدى إلى استمرار تعليق التداول، وسط ضبابية كاملة حول مستقبل أسهم الشركة وحامليها.

سلسلة من قرارات الإفلاس.. والانهيار يبدو شاملًا
هذا القرار ليس الأول ضمن مسلسل التصفية، حيث سبق أن تم تعيين إداري قضائي للإشراف على تصفية شركة أخرى تابعة لإيفرغراند في شنغهاي خلال مارس 2025، بعد فشل المجموعة في توفير السيولة اللازمة لاستمرار عملياتها ودفع مستحقات الموردين والدائنين.
من الواضح أن المشروع الذي رُوّج له باعتباره “عملاق السيارات الكهربائية الجديد” انتهى عمليًا قبل أن يصل للإنتاج التجاري بالشكل المخطط له.
الأسباب الجوهرية وراء انهيار إيفرغراند للسيارات
تحليل الأوضاع يظهر عدة أسباب رئيسية لهذا الانهيار:
- اعتماد مفرط على التمويل والديون دون إنتاج فعلي أو سيولة حقيقية
- التوسع المفرط في المنشآت قبل اختبار جدوى المنتجات
- فشل في جذب مستثمرين حقيقيين بعد الأزمة المالية الأولى في 2021
- تأخر طويل في عمليات التدقيق المالي والتقارير السنوية
- انقطاع تام في الإنتاج لأكثر من عام مع استمرار نزيف المصاريف

تأثير الأزمة على قطاع السيارات الكهربائية في الصين
رغم أن إيفرغراند كانت تُروّج لنفسها كمنافس لمجموعات مثل BYD وNIO وAion، فإن انهيارها لم يؤثر على السوق ككل، بل عزّز قناعة الصناعة بأن الشركات غير المبنية على أساس منتج حقيقي وبنية مالية صلبة لا يمكنها النجاة في بيئة شديدة التنافس.
الدرس الأهم الذي خرجت به الصناعة: التمويل وحده لا يبني مصنعًا، ولا يخلق ابتكارًا، ولا يفتح طريقًا في سوق السيارات الكهربائية.
رؤية شبكة السيارات الصينية
قصة إيفرغراند للسيارات تمثل درسًا تاريخيًا في فشل استثمار ضخم بدون قاعدة إنتاجية حقيقية أو تخطيط واقعي. تفكك المجموعة، وتصفية منشآتها رغم رأس المال الهائل، يثبت أن صناعة السيارات الكهربائية لا تحتمل المغامرات، بل تحتاج إلى أداء تقني، تنفيذ تشغيلي، وتراكم خبرات حقيقية مثلما تفعل الشركات الرائدة حاليًا.
وبينما تواصل الصين تحقيق قفزات في سوق السيارات الكهربائية عالميًا، فإن ملف إيفرغراند سيبقى علامة بارزة على الجانب الآخر من المعادلة: كيف يمكن أن يتحول الحلم الكهربائي إلى كارثة مالية عندما تُبنى المشاريع على الديون بدلًا من المنتج.
